ثلاثية جغرافيا / بقلم: نزار الحاج علي

ضياع
أنت وهي من اقترحتم أنفسكم أبطالاً لقصتي، لكن تبيّن لي أن كلاكما لا تفعلان شيئاً سوى تبادل النظرات، ثمّ…تضحكان.

أتجوّل بالقرب منكما بذهنٍ شارد، تلوّحُ لي فكرة من بعيد، وبدلاً من أن ألوْح لها، أفكر أن أقترب منكما أكثر، لكنني لا أجدكما و تفوتني الفكرة، ويفوتني أن التماثيل لا يعنيها الكلام، ثمّ أشعرُ أن العالم أصبح مملاً جداً، أو بمعنى أصحّ أن المملّ الوحيد في هذه القصّة…هو أنا.

بوصلة
تبدأ القصة بسؤالك شخص: من أين الطريق؟
يشير إليك بنظرةٍ ثاقبة إلى الأمام.
لكنك تشعر بعدم الأمان، تفزعك فكرة العبور في هذا الممر الضيق، وتفزعك فكرة اختراق العزلة.
وحده التمثال ينظرُ إلى تلك الجهة التي يمتلكها.
_أنت لا تمتلك شجاعة تمثال.
_أنت فقدت القدرة على الاهتمام.
المملّ الوحيد في هذه القصّة…هو أنت.

أمّا أنا فأكتبُ نصّاً…فارغاً.

إحداثيات
تتراقص القصص أمامي، أقفز لألتقط واحدة.

أنت وأنا في هذا المكان البارد من العالم لدينا جهة ولدينا طريق، أفتفتُ لك خبز اللغة، أجرّب أن أرسمكِ؛ يهبط عصفور وينقرُ الورقة.

أراك تمزقين اللوحة، وتأخذيني بيديك عبر ممرٍ ضيّق، ونخرج من بين أنقاض العزلة.

أركضُ خلفك في الطرقات، وأنا ألوّح لك بالقصة وأنادي: يا مجنونة.

ننظرُ للخلف…إلى تمثالٍين ينظران إلينا بنظرة ثاقبة…ثمّ يتبادلان الضحكات.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!