خارجَ الحدودِ / بقلم : الروائي / محمد فتحي المقداد

قيل:
– “إنّ مِرآةً دخلتِ السّجن”.
في لحظةٍ فارقةٍ تحسّس المساجينُ وجوهَهم الضّائعة منذ عشر سنوات. للمرّة الأولى تذكّروها.
صديقي أخبرني:
– “دخلتُ السّجنَ بلا شوارب، ولمّا وصلتِ المرآة إلى يدي كان عُمُري ثمانية وعشرين عاما خلال ثَوانٍ قليلةٍ سحبها المسؤولُ.
كانت يَدِي الأخرى تمسحُ غُبار السّنين عن وجهي، ولم أستطع تَبَيُّن ملامحي الحديثة”.
دبيبُ عقاربِ السّاعة تَحرّكَ من جديدٍ في أروقة السّجن. وجهُه عانقَ ضوء القمر في سماءٍ بلا أسلاكٍ خارجَ الحدودِ.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!