على سطح منزلنا/بقلم:عبد المجيد التركي( اليمن)

على سطح منزلنا في القرية
اقف بعينين خائفتين وأصابع صغيرة ممسكة بنصف بسكويتة،
كانت سكين الجزار تلمع،
وكانت عين الكبش تلمع
وثوبي الصغير المبلول كان يلمع أيضاً..

علق الجزار رأس الكبش على الجدار ليشاهد لحمه وهو يتقطع
ويتقسم بين الأسر الثلاث..
تدفعني يد متعرقة لأدوس على دائرة كبيرة من الدم،
تقول الأساطير إن دماء الأضحية تشفي تشققات القدم،
ويقول القرويون: الدوس على الدماء يقوي القلب..
سيكبر الأطفال قتلة
ستكون أقدامهم ناعمة
وقلوبهم مليئة بالتشققات.

اليد المتعرقة صفعتني حين بكيت من الخوف،
اليد المتعرقة قالت لي: انت ابن أمك..
كيف ستكون رجلاً وأنت تخاف من الدم؟
لا أريد أن أكون رجلاً.. لا أريد أن أكبر.

قطر الحديد كان عقابي،
أتجرعه كل يوم ليصبح قلبي أقسى..
جاء عيد الأضحى بعد عام،
جاء الجزار بسكينه اللامعة
وجاءت بي تلك اليد المتعرقة لأشاهد الذبح..
كان رأس الكبش المعلق ينظر إليّ
وأنا أتمنى لو أنني أفقد قدميّ كي لا أتحنى بالدم.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!