في المدرسة/بقلم :مهند عمر ( السودان )

في المدرسة
جميع زملائي يتساءلون لمَ لا أضحك؟
حتى بات البعض يدعوني بالعابس
ضحِكوا عليَّ كثيرًا
وحين ذهبوا..
ضحِكتُ

في الحي الذي أسكُن فيه منذ عامين
لا يعرف فيه احدًا اسمي
لكنهم ينعتوني دائمًا بالإنطوائي
وحين رأيتهم يتشاجرون فيما بينهم..
ضحِكتُ

أصدِقائي القُدامى..
كانوا دائمًا يخططون لرحلة بعد ثمانية أعوام
يحتفلون فيها بالعقد الأول لصداقتهم الثابتة
وحين بعثرهم الريح بعد عامٍ..
ضحِكتُ

الفتاة التي تعرفت إليها بعد معركة
كسِبتها العاطفة على حساب المنطِق
كانت دائمًا ما تلومني عندما لا أُشاركها خطة إختيار الأسماء لإبنائنا في المستقبل
وتوبخني بحجة أنني غامض ولا أُشاركها أسراري وخُططي
حين لوّحت بالوداعِ قبل أن تتعرف على شوارعنا..
ضحِكتُ

في المقهى
رأيتُ فتاة تمسِك بيد حبيبها
اِبتسمتْ وقالت له: لن نفترِق
أخذت رشفة من قهوتي..
وضحِكتُ

في الصباح
لم أشارِكْ أُمي شرب الشاي في الوقت المعتاد
وعندما رأيتها تدلف نحوي
تقمصتُ دور النائم
جلستْ بجانبي ومسحت بيدها على رأسي
حينها.. بَكيتُ كثيرًا

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!