قصص قصيرة /بقلم:نزار الحاج علي

و أنت تمشي في أحد أزقة المدينة، ستجتاحك رغبة جامحة كي تركض مع الفتيان، وأن تضغط على زر جرس.
سيهرب الأولاد…لكنك ستبقى واقفاً في مكانك لا تتحرك…أنت مفعمٌ بالفضول إلى بابٍ مفتوح.
تمعن النظر إلى ثقبٍ صغير…هذه العيون تُرعبك.

إنه أنا افتحي
تعود للمرّة الأخيرة لتقف في الخارج. أنت من لديك المفاتيح، لكنك تفكر أنه حينما لا ينظرُ إليك أحد من خلف نافذة، أو من خلف ثقب باب، هل ستكون موجوداً حينها؟

تشعر بأن المكان لم يعد يتسع لك؛ تقرر أن تمسك بيدك و تغادر، لكنك هذه المرّة لن تترك فراغاً…بل ستأخذه معك.

لا توجد شبكة
تُخرج جوالك وتكتب:
أنا من ضغط زر الجرس، كنتُ ألعب…لكن لا أعرف لماذا لم أتحرّك.
جميع من حولك يقرؤون الرسالة، لكنّ قلبك لا يلتقط شيئاً.
تصرخ بأعلى صوتك: سدّوا قلبي.
ثمّ تُدير ظهرك وتغادر، تمشي في الأزقة الموحلة، تتقصد أن تصدم كتف كلّ من يصادفك؛ تتأكد أنك…غير موجود.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!