الشاعرة السورية ليلاس زرزور تحاور الشاعر العراقي سامي التميمي

آفــــــــاق حـــــــــرة 

الشاعر العراقي سامي التميمي

درس إدارة واقتصاد

ادارة الأعمال

الجامعة المستنصرية .

علوم سياسية / جامعة بغداد

عمل في مجالات عديدة في العراق ومنها الإعلام .

لديه هوية إعلام دولية من فرنسا مخول لحضور الكثير من المؤتمرات والمهرجانات والندوات الدولية …

حصل على العديد من الشهادات والتكريمات

وشهادة الدكتوراه الفخرية في الشعر والمقال  والمجالات الإنسانية والفكرية .عضو ومسؤول في الكثير من المنتديات والمجلات والمواقع العراقية والعربية ومنها في المهجر

( الإعلامية والسياسية

والإقتصادية) .

عضو مركز كتاب العراق

عضو اتحاد الأدباءوالكتاب  والمثقفين الدولي .

عضو في نقابة الصحافة الفرانكفونية .

عضو في موقع ألواح طينية لكتاب المقال من النخبة .

عضو في اتحاد أدباء العراق

عضو منتدى الرافدين الثقافي في النرويج .

مسؤول في مجلة سفير القلم الإلكترونية الصادرة من هولندا .

نشرت له العديد من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية  والمدونات العراقية والعربية ومنها في المهجر .

متزوج ولديه ثلاث أطفال

مقيم في النرويج .

الكاتب والإعلامي

سامي التميمي …

كان لنا معه هذا الحوار القيم الماتع …

**  متى اكتشفت موهبتك الشعرية وهل كان للظروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة ،ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية ؟

كان للأهل ولأساتذتنا الكرام في المرحلة الأبتدائية في قراءة لقرأن الكريم  والقصص وبعض القصائدالقصيرة مع نبذة مختصرة عن حياة الكتاب والمثقفين لها دور كبير في تنمية الموهبة وأصقالها وتوجيهها بالشكل الصحيح  وأذكر منهم الأستاذ الفاضل عبدالهادي عبداللطيف مدرس المادة العربية والأستاذ الفاضل علي الياسري وكان مثقف وشاعر ويكتب في بعض الصحف والمجلات كان له دور في أكتشاف موهبتي وتشجيعي في الكتابة والقراءة والخطابة. وأستمر ذلك الحال في المراحل المتوسطة والأعدادية وحتى الجامعة . ولا أنسى كان بعض الأصدقاء المثقفون لهم دور مهم في الدعم والتشجيع في كتابة بعض  النصوص في صحيفة الراصد العراقية وكل العرب والوطن العربي وكانت تصدران من دول أوروبا . ولعبت الحياة والحب  والحرب والمعاناة والحرمان والمأساة دوراً مهما في صقل وأنضاج تلك الموهبة .

** الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لإنتاج مانصبو إليه من إبداع ،ماهي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة ؟

 في أعتقادي أن القراءة اليومية والمستمرة والأصغاء  والمتابعةلبعض الشعراء والكتاب والمثقفين من كل الألوان والجنسيات هو كفيل في صقل وأنضاج الموهبة الأدبية أيّن كانت في الشعر والمقالة والقصة وغيرها  .

**  كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسر ذلك ؟

 نعم بعض الشعراء والمثقفين عموما لديهم حظوظ في الظهور الأعلامي والبعض الأخر لا . وهو نتجة للخجل أو التعالي أو عدم الثقة بالنفس أو نتيجة أمتلاك الأعلام من قبل الأحزاب والكتل والتجار وبعضها مملوك للدولة وهنا الدولة تدعم وتروج وتثقف لمن يماشي نهجها وخطها . ولكن خطابنا لكل المثقفين بأن من الضروري التسويق والأعلام لكي لاتندثر وتضيع نتاجاته الأدبية مثلما ضاع وسرق وزور  الكثير من النتاجات لأدباء ومثقفين .

وأذكر مرة تعرفت على شاعر بالصدفة في أحد أزقة بغداد  وأطلعت على دفاتره وكانت تضم قصائد جميلة وتكلمت معه بأن ينشرها في الصحف والمجلات ولكن كان غير مقتنع وكان  تبريره بأن فيها أشياء ممنوعة ويخاف السلطة وبعض المجلات لاتماشي أفكاره ومزاجه  .  وبعد سنين توفي   رحمه الله وكانت للأسف  تلك الدفاتر ورقا لتغليف ( حب عين الشمس ) وتألمت كثيرا .  وهناك الكثير من كتاب ومثقفي العالم العربي والمهجر ماتوا ولم يحالفهم الحظ في الظهور الأعلامي وهذه مأساة كبيرة وضياع للفكر والأدب .   وقد كان تعاون طيب  ومثمر  بيننا وبعض  القنوات الأعلامية بأن نبحث  ونسلط الأضواء على بعض منهم  .

** ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي السريعة ؟

في الحقيقة هذه الثورة المعلوماتيةوالأعلام المجاني المفتوح( الفيسبوك واليوتيوب والأنستغرام والتويتر ) جميلة جدا وصنعت كتاباً ومثقفين كبار وسنحت لهم الفرصة الجميلة بعد أن كانت حكراً للحكام والملوك والأمراء والساسة والتجار وعوائلهم وأقاربهم وأصدقائهم . اليوم الجميع بأمكانه أن يكتب وينشر . وهذا سوق ومعرض كبير علينا الأهتمام والمتابعةوالتشجيع والترويج لمن هو جيد  وترك الأخر .

** هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لإطلاق أي موهبة أدبية ؟ وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنوات طويلة يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته ؟

 نعم المعلم الجيد الحريص الذي يمتلك خلق وحرص وثقافة ورؤية . بأمكانه أن يصنع جيلاً  طيبا ًكبيراً من المثقفين .

** ما رأيك بالنقد؟.

النقد البناء الجميل الذي يتجنب الأحراج والتجريح والتوبيخ وكسر المجاذيف جميل جداً .

لأن كثير من الموهوبين ضاعت مواهبهم وأحلامهم وأمانيهم بسبب نقد قاس وتجريح مستمر وتوبيخ لا داع له .  نحن كلنا بحاجة للنقد الجيد والتشجيع المستمر .

** هل ترى أن الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر ؟

الشعر  العربي يتطور وينمو بأستمرار وذلك لشغف العالم العربي به ولكثرة المهتمين به ولكن ماينقصنا هو الأعلام والتسويق فمثلا من واجب الحكومات ووزارات الثقافة والأعلام  والجامعات والمعاهد في دولنا العربية أن تشجع وتهتم لأقامة مهرجانات ومؤتمرات للأدب والثقافة العربية ولتكن كل سنة في دولة عربية وتتم دعوة الكتاب والمثقفين على غرار ( مهرجان المربد الشعري ) في العراق .

** ألا تشعر بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم؟.

لكل زمن ومرحلة ثقافته وأهتماماته ورؤيته وأرائه . ليس بالضرورة أن يكون الشعر  والأدب عموما نسخة من الماضي بل الأفضل هو التطور والتجديد وهذا مانبحث عنه .

** مانوع الشعر المفضل لديك ؟

  كل أنواع الشعر جميلة وأنا أكتب القصيدة النثرية  والمقالة والقصص القصيرة  . وكتابتي  للقصيدة  عندما يصادفني موقف

وأتفاعل معه فتولد عندي القصيدة كاملة أو ناقصة أكتب جزأ منها ثم بعد زمن أعود  لتكملتها  .

كتاباتي ليست للبيع .

رسائلي

مقالاتي

منشوراتي

قصائدي

ليست للبيع

ولا للمنافسة

ولا  لمسابقات المليون

أنها

فقيرة

معدمة

محرومة

مقهورة

مثل أبناء وطني.

شرفهم وخبزتهم  . كلمتهم

لايتاجرون بقضيتهم

ولايهادونون ولايساومون.

كتاباتي

لايقرأها

المترفون

المنتفعون

الحاقدون

المتربصون

المتآمرون .

هي

هوجاء

كالبحر المتلاطم

تضرب يميناً ويساراً

لاتمدح ولاتخضع

لرقيب ومقص الحاكم

هي

وجعي ووجع الفقراء

هي صوتي وصوت الشرفاء .

هي أهزوجة

للأحرار النجباء.

هي

مثل خبز أمهاتنا

لاتحتوي  غير الطحين والملح والماء .

هي

دمعة

في عيون الأطفال

ورصاصة في عيون الأشرار .

هي

أمل

وضحكةوأصرار

للمناضلين المقاومين الثوار .

** هل الشعر صناعة ؟

 القصيدة النثرية نعم هي تصب في خانة الشعر وكتابها أبدعوا في تشكيل وأيجاد الصور الشعرية الرائعة والمعبرة . ومن الضروري جدا  أن نشجع ونهتم ونحترم نتاجات وأبداع الأخرين وأن لا نبخس حقوقهم ولا نصادر حقوقهم و أرائهم ومن الضروري أن يكون المثقف متعاون ومهتم ومشجع ومتفاعل مع الأخرين .

**  ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل أنت مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟

قصيدة النثر مهمة وأصبحت تعالج الكثير من القضايا  بشكل موضوعي وتعبيري رائع

** كيف ترى الوطن في شعرك ؟

الوطن هو كل قصائدي ومقالاتي وقصصي ووجعي وأحلامي وآمالي .

** ماهي العوامل التي أدت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي ؟ وهل تعتقد بأن وسائل الإتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟

 الكتاب منتشر بصوره الورقية والألكترونية وأعتقد الأثنين  يصبان في مجرى واحد وهو دعم الثقافة وتطورها . فهناك تطور وأهتمام   في أنتشار المطابع الحديثة والأنيقة والمعارض المحلية والعربية والدولية . وأيضا هناك أهتمام في أنتشار  الكتب الألكترونية المقروء والمسموع وهذا برأي تطور جميل . فبعضعم يريد أن يقرأ وبعضهم يحب السماع .

** كيف تنظر للمرأة في شعرك وكيف تجد المرأة كشاعرة ؟

المرأة هي الوطن وهي الأم والأخت والبنت  والزوجة والصديقة. وكل الشعر ومنذ مرّ العصور لها  .  والمرأة أبدعت في العمل والحياة والحب  وفي الفنون والثقافات  .

** هل توافق على مقولة إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا وأخيرا ؟

نعم أصدار الدواوين هو نشر وتوثيق وتسويق وترويج أعلامي وهذا جيد . لأننا كما أسلفنا الكثير من النتاجات الثقافية سرقت وزورت وأندثرت بفعل الكثير من العوامل .  وبالتالي تكون هذه الكتب والدواوين مصدر ومرجع في مكتباتنا العامة والخاصة  والجامعية   للكثير من كتابنا ومثقفينا وطلابنا . وبالتالي هي جهود وحقوق علينا أحترامها وتقييمها وتكريمها  .

** ماسر نجاح الشاعر؟.

  سر نجاح أي مثقف الأبتعاد عن الغرور والتعالي والأنتقاص من الأخرين ونتاجاتهم . وعليه القراءة المستمرة والأصغاء والمتابعة للكتاب والمثقفين من كل الأجيال والألوان والأتجاهات   .وأن يكون متعاون  ومشجع ومتفاعل . وأن يطور معلوماته بأستمرار ويهتم بموضوع التسويق والترويج الأعلامي  .

نافذتي

على الطريق .

ليل خريفي

هائج

وأمطار غزيرة

تطرق

أسماعنا

ونوافذنا

وسقوفنا وأبوابنا

صفير الرياح

وفحيح الأشجار

لايكاد يهدأ .

كأنه سمفونية صاخبة

عزم العازفون على بث الخوف والرعب.

بحماس وأثارة على رؤوس النائمين الحالمين .

أنوار خافتة

وطرقات خالية من المارة .

أعشاش الطيور

متمسكة بالكاد

بين أغصان الأشجار

التي أصبحت عارية تماماً

من أوراقها .

هزُلَ  وأسوّدَ  عودها

صار الوقت متأخراً

وعلي أن أخلد للنوم

وأحلم

بغدٍ قد يكون أجمل .

بالصباح

بشمس دافئة

وجو هادئ

وزقزقة العصافير

وصوت البلابل

و فيروز الحالمة الهائمة

بحب الجبال والسواحل والشطآن .

لعلي  .

أسمع خبرا ً مفرحاً

عن أوطاننا التي هُجرنا

غصباً وظلماً وعدوانا .

سرقوها

ومزقوها

وأمطروها.

بالرصاص والقنابل .

وشردوا الأطفال والعوائل .

وداست

أحلامنا

وآمالنا

بساطيل وأحذية الأراذل .

** لمن تودع أسرارك وأراءك الشخصية ؟

طبعا الأسرار الشخصية هي ملك خاص ولايجوز أبدا أحداً الأطلاع عليها بعد الله إلا الزوجة   .

** لو جلست وتساءلت حول ما أنجزته فماذا تقول ؟

 ليس كل مايتمناه المرء يحصل عليه ( القناعة كنز لايفنى ) . وأعمارنا  والظروف المآسي والحرمان والتهجير والغربة تلعب دوراً كبيراً في ذلك . ولكن نحمد الله على كل شئ.

19 _ ماهي كلمتك لجيل اليوم ؟

 كلمتي لجيل الشباب أن يقرأ كثيرا كل مايصادفه ويحترم المعلم والأب والأخ الكبير والجار ومن كان يكبره في العمر والعلم والخبرة والثقافة وأن يهتم بتطوير نفسه وأن لايضيع وقته وجهده وماله أحلامه وأحلام وأمال أهله ومحبيه بتفاهات وأن يتجنب أصدقاء السوء .

** كلمة تحب توجيهها إلى القراء ؟

كلمة أخيرة أقول أن من سبقونا من الكتاب والمثقفين هم كانوا سراجا ً منيرا ً أضاءوا لنا الطريق وتعلمنا منهم الكثير ويستطيع كل واحد منا أن يضع بصمته وتاريخه حسب مايشاء وسيقرأ الجيل القادم ويكون له تقييمه وأرائه ونتاجاته حسب ثقافته ومرحلته وظروفه .

 

الكاتب والأعلامي

سامي التميمي

النرويج