الشاعرة ليلاس زرزور تحاور الشاعرة السورية رنا رضوان

رنا رضوان
مواليد سورية /حلب/٢١/٩/١٩٨٢

-رئيسة قسم الفصحى ومدققة لغوية ومحررة في مجلة أقلام عربية الورقية اليمنية..
-مديرة البيت الثقافي العربي فرع سورية..
-حائزة على الميدالية الذهبية من رابطة المرأة للإبتكار والإبداع في بغداد..
-تخرّجت بدرجة امتياز من معهد آيدة الدولي للتجميل والفنون الجميلة..في حلب
-صدر لها مجموعتان شعريتان بعنوان ( صدى الاشتياق) و( طيور النار)..
-تهوى كتابة الشعر العمودي
منذ الصغر ..
درست علم العروض والبحور الفراهيدية باجتهاد شخصي وتولدت لها أذن موسيقية..فاستطاعت كتابة الشعر الموزون عام ٢٠١٢ حيث كتبت أول قصيدة لها على بحر المتدارك بعنوان
( إعتراف).. ومنها:
سأُقِرُّ إليكَ وأعترفُ
أني بغرامكَ أنجرفُ
فعواصفُ حبّكَ قد فتكَتْ
في قلبي .. تاه المنعطفُ
وبحق عيونكَ ياقمري
قلبي بلقائكَ يرتجفُ

– تأثرت بالمدرسة العباسية وبأهم شعراءها الذين
( العباس ابن الأحنف)و(قيس بن الملوح )و
( بهاء الدين زهير)
تميل لكتابة الغزل العفيف والشوق والعتاب والغدر والخيانة…
كما تغَنّتُ بحب الوطن..
ولها قصائد بمناسبات دينية كالمولد النبوي الشريف ورمضان والحج.. وأبيات حكمة كثيرة
-أهم تكريمات رنا رضوان
.تكريم من منظمة الطلبة العرب في حلب
.تكريم من رابطة المرأة للإبتكار والإبداع في بغداد
.تكريم من فرع نقابة العمال بحلب
.تكريم من رابطة المحاربين القدماء في مهرجان عيد الجيش
.تكريم من اليمن الشقيق من كادر مجلة أقلام عربية الورقية
وأحب التكريمات لروحها هي مآذن حلب التي تصدح يوميا بأبياتها في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام ..
-نشرتْ لها العديد من المجلات والصحف الورقية والإلكترونية في كل من سورية ،العراق،اليمن؛مصر،لبنان،وليبيا… وكان لها الكثير من اللقاءات الإذاعية والتلفزيونية في لبنان وتونس ودمشق وعلى مواقع التواصل الإجتماعي…
-لها عدة قصائد وطنية وغزلية قيد التلحين والغناء من عدة فنانين من كل من سوريا والعراق ولبنان وسيتم الإعلان عنهم قريبا
-رنا رضوان من الداعمين للمواهب الشعرية الشابة داخل حلب وخارجها
لإثراء الثقافة والأدب …

كان لنا معها هذا الحوار القيم الماتع …

** متى اكتشفتِ موهبتكِ الشعرية ؟ وهل كان للظروف التي عشتِها دوراً في ظهور هذه الموهبة ؟ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتكِ الشعرية ؟
–أول من جعلني أشعر بموهبتي في الكتابة كان أستاذ اللغة العربية في المرحلة الإعدادية حيث أشاد بموضوعٍ إنشائي لي كنت أقرأه أمام الطالبات وقال بالحرف قبل أن أكمل المطلع ..( أنتِ موهوبة سأعطيك العلامة التامة على هذا المطلع الرائع)
ثم كان لخالي رحمه الله الفضل بتشجيعه ودعمه لي وهو أول من حبّبني بالشعر لكثرة قراءته له أمامي بكل جمال واحتراف ….
وكانت الظروف القاسية سبباً من أسباب ظهور موهبتي في كتابة الشعر فكما تعلمين أن الإبداع يولد من رحم الألم…..

** الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لإنتاج ما نصبو إليه من إبداع .. ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة؟
–طبعا الموهبة الفطرية هي الركيزة الأساسية للإبداع لكنها بصراحة لا تكفي . فاكتمال الموهبة لا يتم إلا بصقلها عن طريق تعلم علم العروض والأوزان والنحو والصرف والبلاغة وامتلاك ذخيرةٍ لغويةٍ وافرة ومفرداتٍ كثيرة من لغتنا العربية الثرّة عن طريق القراءة والمطالعة.. هكذا يخرج الإبداع بأبهى حُلّة….

** كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسرين ذلك ؟
–نعم هناك من يساعدهم الحظ دون أن يكون لديهم معجمٌ لغوي .كأن تُغنّى إحدى قصائد الشاعر من مطربٍ مشهور فيشتهر أو بسبب علاقات واسعة مع وسائل الإعلام ولكن الذي يبقى ويستمر هو الإبداع الحقيقي والكلمة المؤثرة النابعة من القلب…

** ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي السريعة ؟
–الحركة الأدبية لم تخبُ كل تلك السنوات خصوصا بعد ظهور وسائل التواصل الإجتماعي حيث أظهرت لنا الكثير من المواهب المبدعة وأخرجَتها من الظلمات إلى نور المنابر والأوساط الأدبية والثقافية .. رغم السلبيات بظهور من هبّ ودبّ ممن يدّعون الأدب والشعر.. إلا أن الجمال .. لا يُخفي نفسه

** هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لإطلاق أي موهبة أدبية
وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنوات طويلة يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته ؟
–نعم إذا المعلم تبنّى هذه الموهبة وصقَلها ..وهذا يحدث أحياناً …ولكن الكثير من المواهب صقلت نفسها بنفسها واجتهدت فأبدعت……

** ما رأيك بالنقد ؟
— أنا مع النقد البنّاء وليس النقد الهدّام الذي يُشعر الكاتب أو الشاعر معه بالظلم أو الشخصنة …فالنقد البنّاء هو أساس النجاح لأي نص.

** هل ترين أن الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر ؟
–أبداً فبعد قراءتي المتواضعة واطلاعي على ما يَكتب شعراء وشواعر هذا العصر أقول وبثقة أن الشعر مازال بخير….

** ألا تشعرين بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم ؟
–التباين لا بد منه بحُكم تغيّر العصور وتطورها واختلاف بيئتها فكل شيء تغير حتى الشعر.. ولكن لا شك أن الشعر القديم هو الأجزل والأروع…

…………..لمّا رأيتُكَ …………..

من بَحرِ عِشقكَ ماوَجدتُ مَلاذا
لَمّا رأيتُكَ ساحراً أخّاذا

إنْ ذابَ فيكَ كَما الشموعِ بأضْلُعي
لاتسألِ القلبَ الجَريحَ لماذا…

لمّا رأيتُكَ بينَ نَبضي قد سَرى
حُبٌّ عليَّ استحْوَذَ استحواذا

والرُوحُ تَهْمسُ إذْ رَأتْ عينيكَ لا
قَمرٌ يكونُ مسَرّتي إلاّ ذا

نَفَسي وَنبضُ القلبِ فيكَ تَغَنَّيا
إذْ بينَ هذا قد سَكنتَ وَهذا

والنارُ تسكُنُني وَمنها قد غَدتْ
أسوارُ صبري من هَواكَ جُذاذا

فامطرْ غَرامكَ كي تبَرِّدَ لَوعتي
وَبْلاً فإنّي لا أُريدُ رَذاذا

**ما نوع الشعر المفضل لديك ؟هل الشعر هو تعبير عن الإحساس؟.
— الشعر المفضل لدي هو الشعر العمودي الموزون بموسيقاه الكلاسيكية وبحوره الرائعة وقوافيه المميزة وصوره ورموزه الشفافة…ونعم هو تعبيرٌ عن الإحساس بمختلف هواجس النفس من محبة ورثاء وغزل وعتاب وشوق ووو الخ….

** هل الشعر صناعة ؟
–الشعر ليس صناعةً أبداً بل هو مَلَكَة فطرية نمت مع نمو صاحبها ونمو خبرته معه..
أما من يصنع الشعر فهو مجرد ناظمٍ يرصفُ كلماتٍ موزونةٍ على البحور لكن بدون أي معنى أو روح…

** ما رأيكِ بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل أنتِ مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟
–قصيدة النثر لها جمهورها الكبير ولكن برأيي لاتُصنّف كشعر فالشعر قوالب موسيقية كالمقامات.. والنثر غير ذلك ..ولا أعتقد أبداً أنها زاحمت القصيدة العمودية بأي شكلٍ من الأشكال

** كيف ترين الوطن في شعرك؟
— لوطني أقول ارتجالا

أشمّ ثراكَ ياوطني بكفّي
فألقى في الثّرى عطراً وطيبا

إذا اتخذتْ سوايَ سواكَ حُبّاً
فإني قد جعلتُكَ لي حبيبا

نثرنا الحبّ فوقَ رُباك ورداً
بهِ الأرواحُ قد رسمتْ قلوبا

ومن تركَ الشآمَ لأيِّ أرضٍ
يعيشُ العُمرَ مُشتاقاً غريبا
…………………………….

**ماهي العوامل التي أدت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي ؟ وهل تعتقدين بأن وسائل الاتصال الحديثة سهّلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟
–كثيرة هي العوامل التي حدّت من انتشار الكتاب الورقي أولها ضيق الوقت في زمننا هذا وخصوصا سعي الإنسان لتأمين حاجاته ومستلزماته حيث لا يتوفر لديه الوقت ليمسك الكتاب ويتصفحه كما في السابق فقد طارت بركة الوقت من يومنا. ولكن أكبر العوامل هي وسائل التواصل الإجتماعي كما تفضلتِ فقد ساهمت في أن يكون كل شيءٍ بين يديك بسهولة وسرعة وبدون تكلفة مادية حتى في الدراسة أصبح الطالب يستسهل الوصول إلى أي معلومةٍ عن طريق الإنترنت بدل الذهاب للمكتبة والبحث عنها..
لكنني أشعر بأن مسك الكتاب وتقليب صفحاته وشم رائحته له نكهةٌ خاصة لا يستطيع اي كتاب الكتروني أن يحل محلها….

** كيف تنظرين للمرأة كشاعرة ؟
–في مجتمعنا الشرقي المحافظ تجد المرأة صعوبة بالغة بإثبات ذاتها وكينونتها كشاعرة .. وأي امرأة لا تتحلى بالصبر والعزيمة والإصرار على تحقيق وجودها ستضمحل موهبتها وتُدفن بين طيات أوراقها للأبد دون أن يعرفها أحد وللأسف هذا حال الكثيرات في بلادنا…

** هل توافقين على مقولة أن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا وأخيرا ؟
–إصدار الدواوين أعتبره درجةً في سلّم النجاح وهو أحد عوامل إثبات الذات .وله دورٌ في توثيق ما تكتبين كي لا تضيع القصائد بين إهمالٍ وضياعٍ وسرقة….
فالديوان يتم توثيقه رسمياً في الدولة وله حقوق ملكية خاصة بك لا يجب على الغير امتلاكها…

** ما سر نجاح الشاعر ؟
–أولا أن يكون متواضعاً لا مغروراً متعالياً مهما كان بارعاً بقصائده…وأن يكتب بقلبه بصدق…. وأن تسبق مشاعره عقله في الكتابة ..هنا يكون الشاعر ناجحاً ويدخل القلوب بكلماته بلا استئذان…

………….دموع ليلى ………….

دعْ عنكَ ماقد مضى واسمعْ نداءاتي
قد كُنتَ وَحْدكَ مَن ألقى بهِ ذاتي

وَكُنتُ ليلاكَ يانبضاً يُسافرُ بيْ
نحوَ النجومِ إلى قلبِ المجَرّاتِ

حَملتُ حُبّكَ ناراً في الضلوعِ وما
شكوتُ من حرّها أو طولِ آهاتي

إنْ كُنتَ عانيتَ من بُعدي فما بيدي
ولا أُريدُ حَديثاً عن مُعاناتي

فما بكيتُ إذِ اغتالَ الأسى أملي
لكنْ بكيتُ على زُورِ اتهاماتي

وأنتَ ذو مللٍ عَنَّفتَني عَلَناً
وما انتظرتَ على صبرٍ لقاءاتي

عجبتُ منكَ . ومن بُهتانِ مَنْ قَتَلوا
أنْ يشتكوا في الهوى ظُلمَ الحبيباتِ

راياتُكَ استسلَمتْ لليأسِ وانكسرتْ
ولمْ تَزلْ رَغمَ عصفِ الريحِ راياتي

فلا تَقُلْ غرّني شيءٌ تُريدُ بــهِ
تبريرِ هَجرِكَ كي تلهو بمأساتي

ياناكرَ الحُبِّ قد أبكيتَني نَدماً
بعدَ الكلامِ الذي أدمى جراحاتي

بمعبدِ العشقِ قد أدْخَلْتني عَبَثاً
وقد نقشتُ بهِ أحلى عباراتي

ماكُنتُ أحسبُ أنْ أُلقى بمَذبَحهِ
على يديكَ وما تُصغي لأنّاتي

غَرَزتَ خِنجَركَ المسنونَ في عُنُقي
والحُبُّ ينضحُ نوراً من مَساماتي

لكنْ يداكَ التي قد لُطِّخَتْ بدَمي
لن تستطيعَ بها تكْميمَ أصواتي

فاخلعْ قناعَكَ ياذئباً تدثَّرَ في
ثوبِ المتيَّمِ كي أنسى عَذاباتي

تبّتْ يدا مَنْ نأى عنّي وغادرني
أدورُ دونَ دليلٍ في مَتاهاتي

فإنْ مَحوتَ الذي قد كانَ من قِصَصٍ
وبعْتَ حُبّي وآثرْتَ انكساراتي

غداً سأمحوكَ من قلبي بلا ندمٍ
فقد غَدَوتَ دُموعاً في حكاياتي

** لمن تودعين أسرارك وأراءك الشخصية ؟
–لنفسي أولاً ولمن أحب وأثق به

**لو جلستِ وتساءلتِ حول ما أنجزتِه فماذا تقولين ..؟
–مازال أمامي الكثير الكثير لأتعلمه حتى أحقق ما أصبو إليه إن أعطاني الله عمراً لأنني في بداية الطريق بعد ..وأقول دائما بأن القادم أفضل بإذن الله….ولكن ما حققته للآن يرضي جزءاً من طموحي…

** ماهي كلمتك لجيل اليوم؟.
–أنصحهم بألا ينجرفوا وتذهب عقولهم في أمور التكنولوجيا والإنترنت والموضة… وأن يهتموا أكثر بدراستهم وفهمِ أمور حياتهم ودينهم بشكلٍ صحيح .وأن يمتلكوا الصبر في القراءة والمطالعة ..لتكون ثقافتهم عالية وليخلقوا جيلاً جديداً..مثقفاً…واعياً نرفع رأسنا به…

** كلمة تحبين توجيهها إلى القراء ..؟
–أتمنى من كل قلبي من القراء أن يقرأوا ما تقع عليه أعينهم من الشعر بتأنٍ وعدم السرعة في سبر أغوار القصيدة..وعدم المجاملة… وإبداء الرأي بكل صراحة وموضوعية بشكل بناء لا يكسر من معنويات الكاتب كي لا يحبطه

وفي الختام أشكر الشاعرة الرائعة والإعلامية المتفردة صديقتي وتوأم حرفي وقلبي ليلاس زرزور
لحُسن استضافتها ولفتتها الكريمة بحواري معها وأتمنى أنني كنت ضيفةً خفيفةً على القلوب
مع تمنياتي بدوام الموفقية والعطاء والنجاحات وأهديكم هذه الأبيات المتواضعة من قلبي

أهدي لكم حرفي بكل جوارحي
بدمي سأكتبهُ على ورقاتي

ونصبتُ في قلبي لكم أرجوحةً
ولكم وضعتُ أمامها شمعاتي

وكتبتُ أهواكم بكل مودةٍ
ونثرتهُ مطراً على الطُرقاتِ

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!