الشاعر رضوان بن شيكار يستضيف الكاتبة الكاتبة المصرية جيهان الزهيري في زاويته أسماء وأسئلة

أسماء وأسئلة : إعداد : وتقديم رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الأسبوع الكاتبة المصرية جيهان الزهيري
1. كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين؟
اُعرّف نفسي
أن ذاتي هي تجربتي هي اصل معارفي هي محارتي المُغلقة المُتكلسة الغارقة ببحر مظلم بعيد الغور و التي اجتهد دوماً في فتق أسرارها والتعرف على كنوزها الخبيئة.
2. ماذا تقرأين الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
اقرأ الآن رواية جنة عدن ل ارنست همنجواي
ولايوجد افضل كتاب لي حتى الآن لكن هناك كتب تأثرت بها وصدمتني وهي:
قواعد العشق الأربعين لاليف شافاق و.. الخيميائي لباولو كويلو
3. متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتبين؟
بدأت الكتابة قبل تعلمي القراءة والكتابة..كطفلة تهوى خطّ اي رسم بيدها على الغبار المتراكم على الأسطح وعلى الرمال وبالعصا على طين الأرض بشكل غامض لم أدرك كنهه الا مؤخرا
اما كمفهوم الكتابة فكان بالمرحلة الابتدائية.. بدأت معي الحكاية بتأليف اغاني للأطفال ثم قصص قصيرة لهم
ولماذا اكتب؟
لتحقيق ذاتي الجوانية ومن ثم الشفاء مما أخشى مواجهته بها وبالحياة، واكتشافي مجددا بكل مرة اكتب بها، فأنا نسخة إنسانية قابلة للترقي
4. ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
المدينة التي تسكنني هي مصر القديمة الفرعونية بانبهار حضارتها، والتي طالما حلمت بتجسّدي لشخصية فرعونية كزوجة للنبي موسى.
5. هل أنت راضية على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
أرضى جدا عن أعمالي لكونها تعكس هويتي الإنسانية وصدى صادق لقريحتي الأدبية والفنية كمرآة مصقولة الانعكاس ، ولكني حينما اكتب جديدا أرى سردي قديما بالياً بدائيا.. فانحاز للجديد وأمتنّ لقديمي
6. متى ستحرقين أوراقك الإبداعية وتعتزلين الكتابة؟
لا احرق ذنوبي ولا ارجم سوأتي وسقطاتي بل أقف عليها لأصعد واتطهر من دنس جهلي، ولهذا اعتز بما اكتب كيفما كان، ولن اعتزل الكتابة لأنها من ضمن وقود شغفي بالحياة وشفائي منها، فهي كَنس مستمر للرُكام بما يسمح لإحلال جديد مفيد
7. ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبته؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
تمنيت لو اني مؤلفة عمل رواية “النسيان” لأحلام مستغانمي.
طقوسي بالكتابة أراها غريبة نوعا ما.. فهي تبدأ كرسالة إنسانية تحرضني على دسّها بحدوتة تلامس الواقع وتجرحه بصياغتها بحبكة درامية تشبه آليّة التصوير للمخرج يوسف شاهين كتكنيك سينمائي ..
ولذا يتم إلهامي بالسياق السردي وأسماء الشخصيات وسيناريو الأحداث اكتر مما احترف مهارة الأدوات بمدرسة السرد الروائي
8.هل المبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
المبدع عموما هو من يحمل على عاتقه رسالة بنفس القدر من الإنسانية والفنية يكرسهما معا لهدف التغيير وخلخلة الأفكار غير النافعة وصدمة محيطه والإيغال ببيئته بشكل محلي ،كي يصير عمله الفني الأدبي أيقونة فكرية ناصعة الإشراق تصلح لكل زمان ومكان كرسالة نبوية مقدسة
9. ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
العزلة الاختيارية.. تعبّد ضروري بمحراب الذات كعزلة الأنبياء مع ربهم ليتلقوا الوحي ويكتبوا الألواح، هو تنقيح للذات واكتشافها واعادة ترتيبها كل فترة، ودونها سنصير نوافير تجتر مائها وتكرر نفسها بلا جديد
اما الحرية، فلا إبداع بدونه؛ بلا سقف ولاشرط ولا قيد فهو أكسجين تنفس الإبداع وولادته
10. شخصية في الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
علي بن أبي طالب، وجمال عبد الناصر
11. ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
سؤال صعب اجابته فانا لست مقتنعة بجدوي هذا لأن ماحدث كان لابد أن يحدث.. فالكون والأقدار يسيرون بدقة وذكاء وعدالة ونحن من نكتب قصتنا باستحقاق كامل..
ومع ذلك كنت اتمنى ان احصل على قربي من ذاتي واكتشافها وحبها.. بمرحلة مبكرة من حياتي وان ابدا الكتابة المحترفة ببداية العشرينات من عمري.. ولكني سعيدة جدا بكتاباتي الناضجة الآن فالنضج اختمار
12. ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
يبقى بالنسبة لي الفراغ.. فراغ البدايات الجديدة والاستفادة القصوى مما مضى، فأنا اؤمن بالولادات المتجددة وان الفقد نعمة نستثمرهالتغيير جلودنا للحصول على جودة افضل للذات والحياة
13. صياغة الآداب لا يأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية، حدثينا عن روايتك الصادرة مؤخرا “مرجان ” . كيف كتب وفي أي ظرف؟
انا اكتب نفسي، بكل مايعتريها من وجع وفرح واحلام بإطار نسختي الجديدة الإنسانية التي تلد نفسها بنفسها كل فترة، ولطالما تم شحذي وامتصاص اسفنجة قريحتي بما الاقيه من أشخاص ومواقف واحداث عالمية وعربية؛ موثوق حزمة كل ماسبق بخيط مصري سميك يلقى صبغته الخاصة على ما امتصّه واسكبه على الورق.. فمصريتي الشديدة المركزة زيادة عن اللزوم هي محرك كتاباتي و.. العشق.
14. الى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل الى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز.الى دهاء وحكمة بلقيس ام الى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟
المرأة لاتحتاج من يمنحها أداة لتكون فاعلة او مؤثرة، هي ان أرادت فعلت وغيّرت وثارت وقادت لأنها شعاع الثورات وتوربين الأمل بالأفضل، فلا أرى فارقاً بين بلقيس والسعداوي.. فكلاهما نبيّة بحمل شُعلة النور وبناء الأوطان فاستطيع القول ان المرأة تحتاج لان تحلم وتصدق وتؤمن بنفسها وتكون مستعدة بدفع فواتير كل ماسبق.. بسعادة ورضى
15. ماجدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟
نكتب اولا انحيازا لكياننا بشكل شخصي.. قولا واحدا عارياً من الشعارات الرنانة، ولكننا نختلف ونتباين بعدها :
فمنّا من يطوّع تلك النرجسية المُحببة الجميلة الى راية تغيير ومعول إصلاح وشرارة ثورة، ومنّا من يعجز عن الافلات من شبق تلك النرجسية فيكتب بذاته في ذاته لذاته فيتجمد ببرجه العاجي وما يكتبه
16. كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
الكتابة بالوسائط الاجتماعية الهامية جدا؛ فبحرك الإبداعي يلتقي مع بحور وانهار ومحيطات مالحة وعذبة يجرفها تارة ويغذيها تارة أخرى، مايشبه الصالونات الثقافية لكبار وصغار وهواة الإبداع، وكاذب من يدعي انه لم يتأثر بهذا المد والزخم، فتلك نافذة فكرية ثرية بالتعاطي يانعة الثمر، واعترف انه لولا الفيسبوك ما التفتُّ انا لموهبتي بالكتابة، فلأصدقائي الافتراضيين كل الفضل بحثّي وتحريضي على الكتابة بشكل روائي وأدين لهذا الفضاء باستفزازي الخيالي بالسفر لدواخل النفس الإنسانية والابحار بها ورصد تعرجاتها المدهشة بالتناقض،
17. أجمل وأسوء ذكرى في حياتك؟
اسوأ ذكرى بحياتي هي كل موقف نسيت به نفسي ولم اقدرها وأعليت آخر عليها فدهسني احتقاراََ
واجمل ذكرى هي كل مرة تعجز الحياة والناس فيها عن تلويثي وتشويهي فأحصل على نسخة إنسانية افضل تمكنني من استبصار كنوزي ومقدراتي وتؤصل انسانيتي فأمارس ذاتي والحياة كنيرفانا سائلة لاينقطع عن روحي فيها الشغف والنشوة وكل الرضا عن ربي
18. كلمة أخيرة او شيء ترغبين الحديث عنه ؟
كما امتن لنعم خالقي عليّ ولنفسي البطلة الشجاعة التي احترم دورها على مسرح حياتي، وكما امتنّ لكل روح نقية طاهرة اثّرت بي ونهلتُ انا من معينها الفيّاض بالدهشة والحكمة والجمال
امتن أيضا لكل من كرهني وساءني وآذاني وفوّت عليّ شيئاً كنت اظنه محض خير؛ فهو كان أداة الله و جرّاح الله وسبب الله في الإشارة لعيبي ونقصي واساءتي لنفسي والذي منحني دون قصد منه الإصلاح والتطور وقتل الايجو واستبدال الوجوة الزائفة بأخرى مخلصة نافعة مُبهجة مباركة.

عن رضوان بن شيكار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!