الصحفية نجوى الغزال تحاور الشاعرة السورية بسمة عبيد

بسمة عبيد معلمة وشاعرة، غنت للأطفال، وحكت لهم عن اللغة بطريقة سهلة ماتعة.
صدر لها مؤخرا بالقاهرة
(بسمة حرف وحكاية)
من هنا كان لنا معها هذا الحوار

**ككاتبة وقاصة لكتب الأطفال هل للطفلة الموجودة في داخلك، أم للمدرسة التي مارست مهنة التعليم لفترة ليست بقليلة الأثر الأكبر والدافع الأول لخوض هذه التجربة؟.
ـ بالتأكيد هي الطفلة التي مازالت تعبث في داخلي دفعتني لاستثمار خبرتي كمعلمة وحناني كأم وجدة ” لتنتج تلك الخلطة العجيبة ” التي أعطت قلمي هذه الجرأة واقتحامي عالما ليس سهلا الوصول اليه.
** ما هو تأثير البيئة التي ترعرعت بها على مسيرتك الأدبية؟ وما مدى تأثرك المباشر بأفراد من عائلتك بحيث أنهم كانوا شعراء.
 ـ نعم لا شك أن للبيئة وللوراثة الأثر الكبير في حياة أي شخص، في مرحلة الطفولة الأولى كان للمرحوم جدي الأثر الكبير جدي علي حسين عبيد وله ديوان شعر ..اسمه ربابة الثورة…
كنت أتابعه في كل حركاته وسكناته أحببته وعوضني عن والدي الذي فقدت، وجدي كان شاعر الثورة السورية الكبرى وأمين سرها ، بعد وفاة جدي تابعنا المرحوم عمي سلامة عبيد وهو أديب وشاعروا نسان وله الفضل الأكبر في تربيتنا ، ثم عايشت أخوتي وكلاهما يكتب الشعر ويقرأ الكتب فكان بيتنا يشبه مكتبة مفتوحة دائما والمناظرات الشعرية كانت تسليتنا في سهراتنا وأحيانا قراءة كتاب ومناقشته رغم انني كنت صغيرة في هذه المرحلة إلا أنها نمّت شغفي بالقراءة والكتابة .
** هل محاكاة الأطفال أصعب من محاكاة الكبار في الكتابة؟ ولماذا؟
 ـ عالم الأطفال عالم جميل وعجيب وليس من السهل ولوجه، يتطلب أسلوبا خاصا لمحاكاته، لا بد أن تنزلي أنت إلى مستواه وإلى عالمه وتدخليه معتمدة على أسس كثير أولها وأكثرها أهمية المحبة التي تحمليها لهذا العالم الصغير الكبير بالإضافة إلى قواعد تربوية عليك مراعاتها، وهنا أحب أذكر أن الطفل هو الميزان الحقيقي لتقيم المعلم. وهو الذي يدل بكل صدق وبراءة على المادة التي أحبها والمعلم الذي أحب. بالتالي يأتي تقيم المعلم من داخل هذا العالم. أما الكتابة للكبار تعتمد أكثر على قواعد مختلفة عن قواعد عالم الأطفال أعتقد أنها أسهل وأبسط.
** أين تكمن المتعة في الكتابة للأطفال؟
 ـ لأنها تعيدني الى عمر من أكتب لهم أحاكيهم ألعب معهم وأعيش هذه الطفولة مع كل حكاية أكتبها. خاصة عندما أقرأها لأحفادي وأرى تفاعلهم معي، حتى أن حفيدتي ذات السبع سنوات طلبت مني ذات يوم أن أعلمها كيف تكتب قصة.
** لماذا كتابك الأخير بسمة حرف وحكاية لا يحتوي على صور؟ هل لأن الكتاب مادة تعليمية بحتة؟
 ـ أبدا، كنت مصممة في ذهني لهذا الكتاب بالذات شكل مختلف تماما عما صدر به “مع أني سعيدة جدا به” لكن كنت أتمنى لو أسعفتني الظروف المادية لأخرجه بالشكل الذي كنت أتمناه له، مصورا ملحنا مغنَّى.
** الأديبة بسمة عبيد نشأت في زمن لم تكن التكنولوجيا هي الحاكم، مما جعلها تستغل وقت الراحة لديها في قراءة روايات وقصص عالمية فما كان تأثير هذا على شخصيتك؟
 ـ الانسان كما الماس تصقله التجربة وتغنيه المعرفة ومع قراءة الكتاب يزور عالما مختلفا عن عالمه ويعيش مع شخصيات قد يتقمص بعضها وقد يتخيل نفسه بطل القصة في كثير من الأحيان وهذا يترك في روح الانسان وعقله اللاواعي أثرا كبيرا وبالتالي ما أنا الا انسان بالتأكيد تأثرت بما قرأت.
** هل قراءة روايات لكتاب عالميين يزيد من الابداع؟
 ـ القراءة بكل أشكالها تزيد وتنمي الابداع ولكن مشاركة الكتاب مع الآخرين فيه فائدة مضاعفة وهذا من خلال التجربة أنا عضوة في نادي الكتاب اللبناني ولدينا فقرة اسمها كتابي كل منا يقرأ كتاب ويشارك بشرح فكرته للمجموعة بالتالي هذا يجعلك تقرأ أكثر وتتعرف على كتب وكتاب أكثر وتستفيد وتفيد أيضا
**حضرتك منتسبة لملتقى الشعراء لعرب فماذا أضاف إليك هذا الملتقى؟ وما كان الدافع وراء هذا الانتساب؟
 ـ سأبدأ بالدافع الذي جعلني أنتسب لهذا الملتقى، الحقيقة انني وفي نادي الكتاب وجدت نفسي وعشت تجربة جدا رائعة مع أعضاء ورئيسة النادي الدكتورة سلام وهذا شجعني كثيرا بالانتساب إلى هذا الصرح الرائع خاصة أن لي ابنة بينكم
وأما ما أضافه لي هذا الصرح الرائع فهو كثير وكثير جدا فأنا مع كل قراءة ومع كل مشاركة أزداد خبرة ومتعة. اشكركم من القلب أعضاء الملتقى الكرام والشكر الكبير لرئيس هذا الصرح الرائع الأستاذ الشاعر ناصر رمضان والشكر موصول لك غاليتي الإعلامية المبدعة نجوى غزال مودتي والورد

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!