كانَ الغِيابُ/بقلم:محمد الفضل( اليمن )

كانَ الغِيابُ .. وقَبلَهُ الأسبابُ
كانتْ تَنوحُ لِأهلِها الأبوابُ

والظُّلمُ كان مُصَبِّحًا ومُمَسِّيًا
في أَرضِنا ، والمَوعدُ الكَذَّابُ

قَتْلٌ ، وتَرهِيبٌ ، وفَقرٌ مُدقِعٌ
وتَخَبُّطٌ ، وتَصَارعٌ ، وخَرابُ

ودَنا الغِيابُ.. وما هُنالِكَ رَغبَةٌ
فالأرضُ سوف تَغِيبُ والأصحابُ

لم يَهجُرِ اليمنيُّ مَسقطَ رَأسِهِ
إلَّا وقد سَقَطَت به الأَتعابُ

شاخَت بِغُربَتِنا الطفولةُ، وانطوَى
مِن قَبلِ أَيّامِ الشَّبابِ شَبابُ

وشَكا تَغَرُّبَنا التَّغرُّبُ، والعَنَا
يَشتَدُّ عُودُ شَبابِهِ ويُهابُ

وحَمائمُ الأشواقِ تَهدِلُ في الحَشا
ويُخِيفُها بعد الهَديلِ غُرابُ

هوَ هكذا اليمنيُّ في أَسفارِهِ
مُتَشَوِّقٌ .. مُتَردِّدٌ .. مُرتابُ

تَبكِي القَصائدُ حالَهُ ومآلَهُ
ودُموعُهُ القُرّاءُ والكُتَّابُ

أَهِيَ البِلادُ رَمَت عَليهِ بوِزرِها
أمْ أنَّ حُكَّامَ البلادِ ذِئابُ

أَمْ أنهُ وَطَنٌ يَضِيقُ بأهلِهِ
وعليه دَعْواتُ الشقاءِ تُجابُ

وطَنٌ لوِ اسطَاعَ التَّغَرُّبَ لَامتَطَى
دَربَ الرَّحِيلِ فؤادُهُ الوَثَّابُ

فلقد جَفَاهُ مُحِبُّهُ.. واقتادَهُ
بِزمَامِهِ المُحتَالُ والنَّصَّابُ

واللصُّ أَصبحَ سَيِّدًا في أرضِهِ
والرأسُ صار تَقودُهُ الأذنابُ

والماكِثُونَ بِسِجنِهِ مِثلُ الحَصَى
واللائِذونَ لِغيرِهِ أَسرابُ

وجَميعُهُم مُتغرِّبُونَ .. وكُلُّهُم
في قُربِهِ أَو بُعدِهِ أغرابُ

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!