أسير إلى الحدود/ بقلم الشاعر المصري أحمد جمعة

أسير إلى الحدود

 حين يضج بي الشوق

ويحمل الحزن قدمي إلى المضّي

أسير إلى الحدود،

 في طريقي

 هنا كنا نقف سويا نردد:

 “الله أصبح لاجئا يا سيدي”

وهنا لعبت مع صديقي الحجلة

 صديقي صاحب الساق الواحدة،

يا الله، هنا تحديدا

 دبكنا، وكانت تحوطنا فيروز ب “يا قدس” ،

 هنا أول مرة سمعت درويش

 وهو يصيح: “على هذه الأرض ما يستحق الحياة

 ” أسير إلى الحدود

 وتسبقني دموعي،

 عفوا ملامح أصدقائي التي تسيل

 من عينّي،

أقف على باب موارب للذكرى

 أشعل شمعة وموسيقى

 وأنصت لصوت قادم من صحن

الدار تميم يردد:

“في القدس من في القدس إلا أنت”

تحملني الموسيقى على البكاء

ويحملني الحزن على المضي

 تستوقفني كلمات على أنقاض بيت

“أولاد القحبة، القدس عروس عروبتكم”

أسير إلى الحدود

 وأغسل بخطواتي تراب البلاد

 الملطخ بالدم

 الملطخ بالصراخ

الملطخ بالآهات والدموع والبارود

 الملطخ بالشعارات الكاذبة والتاريخ الملفّق

 أسير إلى الحدود

 والزمن يركض بي إلى الوراء

 بأقدام حافية دامية

والمكان يسيل منه الذكريات

 ولا شيء يدمل شقوقه

 والأبواب تفتح ذراعيها

لتحتضن ظلال الغائبين

 أسير إلى الحدود

وأقول: أنا شاب من نكبات

 خذني إليك أيها الموت

 فالصمت ضاق بي

 والعار جرثوم يلهث في دمي

 خذني إليك أيها الموت

 يداي مكبلتان بالهزيمة

 فكيف أمدهما للزيتون ثانية؟!

أسير إلى الحدود

ولا شيء يؤنسني سوى وجهكِ

 وجهك المبتسم قبل سبعين سنة

 أيتها البلاد!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!