أقم الصباح أيها الشعر / بقلم :  رشيدة المراسي/ تونس

أقم الصباح أيها الشعر

وحيّ على بساتين الزيتون الحبلى

في بلادي الخضراء

واصعد إلى أطراف التلال

المتدليّة في الأفق البعيد

حيث يقيم اليمام

في أبراجه العاجية

واشرق على الفجر

الذي تقدّس سرّه

والحال قيام

……………………

كل هذه الشمس الحارقة

ومازالت الرطوبة

تضرب عظام الوقت

تبّا لهذه المتلازمة

……………………

دمشق

أورثتني الحزن

ولكنّها

علّمتني كيف أصنع

من القصيدة

رغيف الوفاء

……………………

سأعيد كتابة سيرة حياتي

الذاتية من جديد

وأبدأ من حيث نقطة الصفر

أكفكف وجع نوال المزمن

وأعيد تصحيح منطق دي بوفوار

وأهدي جواز سفر دمشقي لغادة

…………………….

ومازالت الأرض

تئن تحت وطأة الصخر

وتفتّش عن ذاكرة الماء

وتاريخ السماء

…………………….

أنا لست سوى طفلة

يا أنت:

إذا كبرت يوما

ونَمَت لك جثة ضخمة

لا تلتفت إلى الخلف

فلن تجدني بانتظارك

وخذ لك.. نفسا عميقا

ربما يسعفك

لهضم آلامك

……………………

ورثنا عن الله

في زمن الكساد المشهود

صكوك غفرانه

وسرحنا بالقطيع

إلى يوم الأحد

……………………

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!