أوثان / بقلم : فوزية عبدلاوي

***********

حياة واحدة لاتكفي

لتصير معبدا لكل هذه الأوثان

القلب قصعة عجين

والدماغ يد تنحت الأصنام

التاريخ صنم

العقائد صنم

الوطن صنم

كل فكرة وثن

كل زعيم وثن

والسجود وسواس قهري

لك السجادة والقبلة

لك المعبد المتوالد كالكون

يمتد للثقب الأسود

يمتدٌ للنجوم المتهاوية

وكل ربيع بيدك يذبح قربانا

لآلهة تصنعها وحدك

ولا إبراهيم يحطمها

فكن بردا وسلاما على نارك

واكفر قليلا

الرًدَة منتهى الانعتاق

كن ابن الخطاب وكل أصنامك

كي تكون…

أيها الإثنين في جسد واحد

الوثن والمتعبَد

من منكما يلتهم الآخر ؟

سافر نحو صرختك الأولى

سافر إلى لحظة انقطاع المشيمة

حيث كنت نقيا كالقطن

مستقيما كرمح

واخنق زغاريهم وأذانهم في أذنك

لتصنع صفحة رقراقة كالعقيق

تدوَن عليها حرفك الذي لا يُعبد

اكنس عن بريقه العمائم

والمقاصل

وأقواس النصر الكاذبة

وشالات المريدين

ففي درجة الصفر تنبت الحرية

في درجة الصفر تكون الحياة

فوزية عبدلاوي

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!