أكثر ما يؤلم المومس
و هي في طريقها الأخير
إلى عالم مجهول
أنّها لم تنم و لو مرّة واحدة
مع رجل أحبّته
و لم تسرّح شعرها
أمام مرآتها
و هي تتغنّى بنشيد بلدها
قد تصبح قدّيسة عند الميّتين
فيلقون بقذارة أثوابهم
عند فخذيها
علّهم يتطهّرون
و أقسى ما يوجع السّياسي
و هو يركب سيّارته الفاخرة
و الغلمان يحيطون به
من كلّ ثقب
أنّه لا يعلم من سيربّي ابنه
بعد موته
و لا من سيعلّم ابنته
فنّ النّوم
فوق الأسرّة
لذا يعجّل بإرسال ابنه للدّراسة
خارج الوطن
و يغتصب ابنته
لكي تعيش بلا حياء
و حين يلتقيان
مومس و سياسي
تكون هي قد طهّرت ثوبها
من كلّ شيء
إلّا من الوطن
و يلبس هو عباءة الرّذيلة
حتّى العري .