بابلُ تفتح ابوابها للأمل / بقلم :خلود الحسناوي /بغداد

هل صار سهلاً ان تكون بغيرِ عمركَ ؟..
هل ستخلعُ قناعكَ ؟؟
كما تخلعُ ذلك الثوب الرث؟
هل ستشطب التاريخ والتقويم ؟؟
كيف ستراقصُ تلكَ الذكريات
على حطام الامال المُزهرة ؟!
سأسدل الستار على نوافذ السهو
والنسيان ..
وسأكسر زهرية المائدة ..
واترنم بتسابيح صوت الريح ..
حين يهز صفيرها اوراق الشجر ..
سأطير كالمجنون في خياله
وسأغفو على ضفاف نهر الحب ..
الذي يسقي مدينة الالهة ..
حتى يزورني الحلم ..
نعم ذلك الحلم ،
وسأقرأ لكَ من حَكايا امي
كل حرف ..
وانحتُ في تنورها كلمة محبة ..
ممزوجة برائحة الخبز والدقيق ..
واعبر بخطاي ذاك الطريق الهرِم ..
ولكن كيف لي ذلك ؟
هل فقدتُ ذاكرتي ؟؟
هل نسيتُ من انا ؟
انا ابنة التاريخ ..
انا ام الالهـة ..
انا سومـر ..
وبابــل ..
انا عشتــار الجمال ..
انا سالوفة وطن ..
انتظر الفجر على الابواب ..
انا .. كــ ساندن الضريح ..
سلواه تسابيحٌ وتهجد …
أمْ ..
كطفلٍ اضاع كف امه في الزحام ..
ويبحث في سواد العباءات حوله ..
ابحث عن ..
امــلٍ ،
مستقبــلٍ ،
ضياء سماء بلون الثلج ..
بياض النقاء الذي صار رماديا ..
من كثرة الحقد ..
تعالي ياعشتار ..
وانظري حال المروج ..
صارت صحارى مقفرة ..
وتلك النساء تُسبى ..
وتوأدُ ..
ماذا .. وما ذا
وما ذا الذي قد آذى حتى حشاش الارض ؟؟
طوّق القهر رقابا ..
واكتوينا بنيران الزمان ..
وسجنه ..
ننتظر الليل حتى نرتوي ..
من ندى ورد البساتين ..
اكل الذئب الخراف
وما عاد للراعي نايٍ يعزفُ ..
وعمدةُ الحي يأكل من لحمنا ..
ينحتُ لوحات الدروع على اجسادنا ..
ومدينتي ثملةٌ تحت جنح الظلام ..
ولا مغزى لكل احلامنا التي ننتظر ..
عانقَ جرف النهر ضفتهُ الاخرى ..
بعد ان نثر رذاذ امواجه عابثا ..
ليُعَمِد الحب في بلد الاقنعة ..
بعد ان صار سهلا ..
ان تُغير وجهك َوعمرك َوملامحكَ ..
وانتهى الحلم ،
والمسرحية ،
وحفلة الشاي ،
وكل عروض المقامرة ..
وهاهي الرحلةُ شارفت على الانتهاء ..
وسطعَ الفجرُ ..
وعشتار تنتظر ..
وبابلُ تفتحُ ابوابها للامل من جديد .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!