تصوف/ بقلم : ديمة حسون / سوريا

غمُرني بِكَ

قَبلَ أَنْ تَأخُذكَ الظّلالُ

وَتُلاحِقُنِي السّاعَاتُ الفَارِغِةُ

إِلّا مِنْ تَكتَكاتٍ لَم تُصِبْ؛

– لِتبدَأَ مِنْ جَديدٍ –

تَعالَ فِي صُورَةِ غِيابٍ

فَثّمَةَ تَحَوّلٌ فِي جَسدِي

يُعِيدُ ذَاكِرةَ الحُضورِ

يُفَتِشُّ عَنْ عِظَامِي الهَشّةَ

لِتصْخَبَ بِكَ وَتَتوارَى

الخَوفُ لذّةٌ لَاتَنقَطعُ

وَأَنتَ هَسهَسةُ الجّسدِ

وَإِنّي إِذْ يُغَادِرُنِي ظِلّي

أَتَسَكّعُ مَعَ الضّوضَاءِ

وَأَتخَيّلُ مَشهَدَ الرّيحِ

وَأَنتَ تَنمُو وَتَتحَوّلُ

كَمَا بَدأَتَ أَوّل مرّةٍ

تَرتَدِيني؛

تُملِي عَلَيّ إِيجَازَاً وَمَجَازَاً

مُمَجِّدَاً العُنفَ

مُقدّسِاً اغتِصَابَنا للزّمنِ

أَيّ امتِدادٍ بكَ :

لَانِهَايةٌ؛

لَذّةٌ ؛

تَجلٍّ وَضياع،

أَداءٌ واستِجَابةٌ

إِشَارَاتُكَ الصّوتِيّةُ مُفَارقةٌ

لِصوتٍ غيرَ مُمكِنٍ

وَضحيّةٌ لِلعِبِ؛

شَبحُ مَشهَدٍ

وَنُقطَةُ هُروبٍ لِلمُتعَةِ؛

اغمُرني بِكَثافةٍ

فَانفِعَالي يَسأَلُ :

أَيّ سَيّدٍ هُو؟

يُعاشِرُ الّلغَاتِ وَيُوشوِشُ

الّلهَاثَ النّاقصَ ؟

لَعلّي أَقولُ :

قَدحُ زِنادٍ للرُّوحِ

وَتحَرّرٌّ لِلنّفسِ مِنَ النّفسِ؛

رَبٌّ مُبلّغٌ فِي غَيبَةٍ مُضَاعَفةٍ

يَهبُهَا حُرّيةُ الحُضورِ،

وَالانحِرَافِ وَالتّجَاوُزِ

فَكَيفَ أَتوارَى إِذْ لَا أَكادُ أَبينُ؟

وَكَيفَ أَنقَطِعُ وَكَلُّ بِدايةٍ

تَظّلُ بِدَايةً؟

أَليسَتْ غِبطَةً؛

أَنْ أَنطَوِي فِي عِشقِ التّكرَارِ

وَأَنْ أَتَسِعَ بِكَ حَتّى تَزولَ

مِنَ الأَصوَاتِ نَشوَتهَا؟

+  +

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!