ذاك المشهد الذي ظننته خياليا
وبعيدا
يقترب
على عجلات زمنية
طالما راود وهمنا بطؤها:
جدران الغرفة تقترب من بعضها
كي تتعانق
وتسحق العظام،
مثلما يعود الماء إلى بحره
تعود الجدران إلى بعضها
ويتماهى الأسمنت بالحجارة
والحديد،
ليس ذنبها إن أرادت ان تتظاهر بسيرة
الماء…
الذنب ذنب ذاك الجسم الطري
الذي يدعي قامة الجبل وسيرة الوعول
والذنب أيضا ذنب الايام التي
اعتقدنا انها تأتي على ظهر سلحفاة
فإذا بها تلمس خط النهاية
قبل الأرنب
التي لم يشغلها شيء عن السباق…
الايام مثل لعبة تضغط عليها فتقول:”ماما”
من وراء قلبها
المفقود،
مثل قطار يقول:”توت توت توت”
ويبقى يدور ويدور
دون أن يذهب إلى أي مكان،
مثل ثعلب عينه على العنب
وعقله في ديك
أعلى الشجرة…
ساصمت الآن، الوقت ينفد
والجدران تقترب.