حُمّي_المراحل
(رافقتُ سبعين قرنا … من اليباب
ويابابُ لم تفتح لي
ولا يدي أغلقتك)
ـ في البدء كان الموت
والحياة خادمة ماكرة
والمقابر ضاحكات
يفركن أطراف الحياة ،
فيشتعل نهداها
ويجري الحليب نهرا
والثيران تشق الأرض
وأنقل المحاصيل علي ظهري
وياخزائن الأرض :
لعنتُ الأرض
وبُلتُ علي ذكري الخازنين
أقيم التراتيل علي العظام المفرقة
وأخط طريق السير للجماجم
ههنا تاريخ …
يرفع ذيله ويعوي
أمهات يتشبثن بالنهر
والنهر يلعب بالتوابيت …
ومفاتيح الخزائن …
وصبر العوام
وللعوام تاريخ …
يحفظه الكادحون
وعبثا ننصب المظلات …
تحت شمس القرون
وعبثا نخفض الرءوس …
تحت ضوء الإلهة الشمس
والثعابين تعتلي الرءوس
والرءوس تخضع لكل إله
وكل إله له مقربون …
ومنفيون …
وملاعين لا تفتح لهم الأبواب .
ـ في البدء كان الموت
والحياة غانية
تفتح ساقيها عن آخر المدي
ومن أنجب الأبناء …
غير الكادحين ؟
ومن لوّن السهر بالحمرة …
وأعطي الآهات لفحتها ؟
وقابلتُ الزنادقة …
والصعاليك …
والعشاق المهمشين
وياباب لم تفتح لنا
ولا أيدينا قصرّت في صنعتك
وكنا غواة الحياة
ومجتلي عينيها
وشهوتها الجامحة
عرفنا تضاريس الجسد …
وحيرة الروح
وقلنا نساوم الآلهة
فطاردنا المقربون
ولم يفتح لنا باب التاريخ
ولا باب الإله
ولا باب الحبيبة
صببنا حيرة الروح …
في تضاريس الجسد ؛
فاشتعل الجحيم
وحملنا خطيئة القرون وحدنا .
ـ في البدء كان الموت
والحياة عذراءُ بكرٌ
الحليب يعلو الماء
والخمر في الأحضان الحانية
وقلنا نموت مثل كل مرة
متنا تحت باب الإله
وابتعد باب الحبيبة
وما الذي جناه الأبناء …
غير طلعة الشمس ،
وبسمة القمر ،
وعناق …
عايناه سبعين قرنا من اليباب
وياباب لم تفتح لنا
ولا تزال أيدينا …
تشير إلي قبلتك .