حُمّي المراحل / بقلم : احمد نور الدين

حُمّي_المراحل

(رافقتُ سبعين قرنا … من اليباب

ويابابُ لم تفتح لي

ولا يدي أغلقتك)

ـ في البدء كان الموت

والحياة خادمة ماكرة

والمقابر ضاحكات

يفركن أطراف الحياة ،

فيشتعل نهداها

ويجري الحليب نهرا

والثيران تشق الأرض

وأنقل المحاصيل علي ظهري

وياخزائن الأرض :

لعنتُ الأرض

وبُلتُ علي ذكري الخازنين

أقيم التراتيل علي العظام المفرقة

وأخط طريق السير للجماجم

ههنا تاريخ …

يرفع ذيله ويعوي

أمهات يتشبثن بالنهر

والنهر يلعب بالتوابيت …

ومفاتيح الخزائن …

وصبر العوام

وللعوام تاريخ …

يحفظه الكادحون

وعبثا ننصب المظلات …

تحت شمس القرون

وعبثا نخفض الرءوس …

تحت ضوء الإلهة الشمس

والثعابين تعتلي الرءوس

والرءوس تخضع لكل إله

وكل إله له مقربون …

ومنفيون …

وملاعين لا تفتح لهم الأبواب .

ـ في البدء كان الموت

والحياة غانية

تفتح ساقيها عن آخر المدي

ومن أنجب الأبناء …

غير الكادحين ؟

ومن لوّن السهر بالحمرة …

وأعطي الآهات لفحتها ؟

وقابلتُ الزنادقة …

والصعاليك …

والعشاق المهمشين

وياباب لم تفتح لنا

ولا أيدينا قصرّت في صنعتك

وكنا غواة الحياة

ومجتلي عينيها

وشهوتها الجامحة

عرفنا تضاريس الجسد …

وحيرة الروح

وقلنا نساوم الآلهة

فطاردنا المقربون

ولم يفتح لنا باب التاريخ

ولا باب الإله

ولا باب الحبيبة

صببنا حيرة الروح …

في تضاريس الجسد ؛

فاشتعل الجحيم

وحملنا خطيئة القرون وحدنا .

ـ في البدء كان الموت

والحياة عذراءُ بكرٌ

الحليب يعلو الماء

والخمر في الأحضان الحانية

وقلنا نموت مثل كل مرة

متنا تحت باب الإله

وابتعد باب الحبيبة

وما الذي جناه الأبناء …

غير طلعة الشمس ،

وبسمة القمر ،

وعناق …

عايناه سبعين قرنا من اليباب

وياباب لم تفتح لنا

ولا تزال أيدينا …

تشير إلي قبلتك .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!