حكايتي مع الغريب : بقلم : الدكتورة فريال أحمد

حكايتي مع الغريب

الدّمعة المنسابة

على وجنة الغريب

تعرف طريقها جيّدا ،

تحفر أخاديد،

تخبئ بين شعيراتها،

أشياءه الثّمينة ،

تلك التي لا تحويها

حقيبة و لا قفص الضّلوع …

مبلّل بالضّوء هو ،

في عتمة الغربة ،

تحسده أعمدة الإنارة،

المنتصبة كخيباته

و الشّموع المحترقة،

المتراقصة و رجفة ظلالها ،

كعمره النّحيل …

قابلته لحظة انحنى،

ليلملم بعضه ،

تفاجأ ،

أغمض عينيه ظنّا منه

أنّني سأختفي،

كنبض ٍ يداعب عروقه…

حين أيقن أنّني لن أتلاشى ،

أمسك بيدي،

بدأ بترميم خطوط يده ..

بين راحتيه ،

ا طّلعت على مسودّة

نصوصه ، التي لم يرها نور بعد…

أغلقت أناملي على مدادها

لئلّا تتسرّب منّي،

كجمالٍ اللّحظة …

فتح بحرفٍ ٍ الهواء

على مصراعيه ،

و دعاني لرقصة

على زبد قوافيه المبعثرة ..

أنا لا أتقن سوى الفالس( valse)

و لا رقصة غيرها….

ببطء ، بدأ ظلّه الممتدّ

كغصن يتورّق،

يمتصّ عتمة تحوم فوقنا…

نباح العالم ينزاح شيئا

فشيئا ، ككوابيس

يقتلها الفجر بصمت…

أصغي إلى ثرثرته السّاكنة ،

أرتشف سحر اللّحظات المحترقة،

و هو يرتّل حروفَا

من مسك ،

تخرس صخب الأرصفة

المتمرّدة على الخطى

و أوزارها..

عمري الذي ادّخرته قبله ،

أنفقه الآن ،

بين يديه بابتسامة رضا….

د. فريال أحمد / الجزائر

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!