دعوةٌ للحبِ/بقلم: فاطمة حرفوش ( سوريا )

لا وقتَ لدينا للحب في هذا

الشرقِ صديقي …

فقلبي مدينةُ منكوبةُ

تسكنها وتطوفُ بها الأشباحُ

ويعمُ أحياءها الخرابُ

ما عادت تشرقُ في شرقنا

شمسٌ والجهلُ مربطُ خيلنا

له فيه دولةٌ عظمى

وعواصمُ كبرى

تأتي لزيارتها السياحُ .

فالحبُ في عرفنا إثمٌ كبيرٌ

وجرمٌ لا يغتفرُ وفعلٌ غيرُ مباحُ

منذٌ أن باعونا للغربِ

سُرق منا الدربُ فكلُ الدروبِ

تساوت إن اتجهنا شرقاً

أو ذهبنا لأقصى الغربِ .

فأقصى أمانينا أن تلُمنا أرضٌ

و كلُ أحلامنا أن نجمعَ

ما يُرمى لنا من فتاتٍ وحبِ

محكومون نحن بالخوفِ

دمُنا مستباحٌ وأمننا سرابٌ

وغدُنا جراحُ .

لساننا مقطوعٌ وصمتُنا مسموعٌ

وكلُ شيءٍ لدينا ممنوعُ

ونحن بيدِ الكلٍ لعبةٌ تُشترى وتُباع

وكلُ حينٍ نستيقظُ على

حربٍ وننامُ على أخرى

ونلعقُ الجراحَ .

ونتركُ العرَّافين يستوضحون

لنا الأمرَ ويرسمون الطريقَ

ويبينون المخرجَ لأزمتنا ويختارون

لنا المنهجَ والمسارَ .

مملوكون نحن لإرادة السلطانِ

والحاكمُ بأمره له النصيبُ الأكبرُ

بيادرنا حقولنا وجهدنا

وعرقنا وَما منْ أشياءٍ أخرى تيسر

وما خفي كان أمر وأعظم .

ما مرَ عيدٌ في ديارنا إلا

علينا تحسر ونهل من دموعنا

وحالنا استنكر .

تاريخُنا مزيفٌ نقشه السلطانُ

الأولُ وكما يحلو الأمرُ لمخيلته

ولنفسه يطيبُ .

وفي لعبةِ الأممٍ نحن أجحارُ

شطرنجٍ ينقلُها اللاعبون ليربحَ

المعركةَ اللاعبُ الأشطرُ

فيهم والأمهرْ .

قانونُنا الأولُ الكذبُ والنفاقُ

ونحن فيه الأبرعُ والأكثرُ خبرةً

والصدقُ فينا جريمةٌ كبرى لا تُغتفرُ

وخيرُنا التاجرُ والسمسارُ وكلاهما

الناجحُ الأجملُ والأمثلْ .

فكيف لقلوبنا يا صديقي

أن تزهو بالحب …

وأن تُزهرَ في تربتنا وروده

وأن تُثمرَ وبعطرِ الحبِ تفوحُ

سماؤنا ودنيانا بنوره البهي

تقيمُ مملكةَ الحبِ وتعمرْ ؟!!.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!