صدقيني؛
حتى الأشجار الطيبة التي تربّت العصافير
في كنف اخضرار حنانها
تخون..
فـ لماذا تهدرين عينيكِ
-اللتين تربين في بياضهما ورودًا حمراء-
على ذئاب الحزن التي احتلت
ملامحك؟!
وتنسين الأرانب البريئة
التي تتقافز في بؤبؤيهما الأخضران
بحثًا عن قطرة
فرح!
لماذا تشنقين في حنجرتكِ الرقيقة
تغاريد البلابل،
وتتركين صوتكِ الممتد من صمت الحزن
ک بركةٍ
تلهو بها الصفادع؟!
هل يستحق الذي أطفأ شمس شفتيكِ
بـ رصاصة من عتمة الفراق
كل هذه التوابيت
التي حطبتِ لأجلها غابات
أنوثتك؟!
ألم يكن قبر أضيق من صدرك المختنق الآن
كافيًا
لتدفني فيه خنجره،
ثم تخرجين للحياة وأنتِ تنفضين كفّيكِ
وتطلقين من مراعي خصركِ
غزالة
ترقص؟!
صدّقيني؛
لا يستحقون الحزن الذين خانوا أفراحهم
بالمواويل
واستبدلوا بالحب الذي لطالما
رتّب لهم دقات قلوبهم
الأدوية..
صدّقيني؛
إن امرأة خصبة ک أنتِ
ليس لها أن تُنبت إلا
أغاني
الحبّ!