حاص لصحيفة آفاق حرة
( 1 )
في صحراء القحط والذبول والفراغ .. بدت مثل نخلة خضراء فارعة الطول .. تتحدى الجفاف والرمال واللفح الحارق .. تختال بضفائر العشق الهارب .. تتهادى فوق المدن الصامتة كموج قمري ساحر , ينساب هادئاً نحو الأعماق ..
يخاطب الجذور .
ويعطر الأغصان اليابسة .
( 2 )
كل الطيور الحبيسة القابعة في أوكارها استيقظت على قرع أجراسها .. وراحت تستحم في ترعة النبع الأخضر .. أشعلت بخورها فانتشى المكان …
بالحلم ..
والأقحوان ..
وفرح الأعياد المنسية .
( 3 )
لؤلؤةٌ ..
جاءت من زمن انحسار جواهر الطبيعة .. وبداية الركض المتلاحق وراء المساحيق .. وأدوات التزييف .. عاشقة خرجت من أعماق البحار , تحمل القناديل للجزر المطفأة .. تكتب عناوين الموانئ الظامئة .. مثل نجمة تتراقص في أفئدة العاشقين والحيارى !.
( 4 )
حوريةٌ ..
طبعت الحناء على أطراف أصابعها .. وراحت تردد مواويل البحر .. ثم نامت عند مصب النهر الهادئ .. وسمحت للفضوليين بتقليب صفحات دفاترها .. وتسجيل مقاطع الشعر الشفيف .. وعبارات الرثاء فوق وسادتها البيضاء في لحظة انفعال وتفاعل !.
( 5 )
الحاضرون تفرقوا .. وحمامة الشطآن تمرح فوق أمواج المحيط .. تنثر ملامحها .. وذكراها .. وضحكاتها …
على ضوء القمر ..
خلف أشجان الصنوبر ..
بين أيدي الصامتين ..
( 6 )
هي نخلةٌ ..
مهما اعتصرها الزمن ..
تبقى جسراً شامخاً يعلو على باقي الطرقات ! .