للورد رائحة الكلور
للهواء رائحة الصدأ
للقصيدة رائحة النزيف
لجسدي رائحة الخوف
تعرفني كلاب القلق الضالة
تنبح في وجهي
تستعرض شراسة أنيابها
التي علقت فيها قطعا من روحي
…
أخبرني أحدهم:
“أن حزني نفاذ جدا هذا الصباح”
فأغرقت نفسي بعطر صاخب
يصفع حاسة الشم
ويلهيِ عني أنوف الآخرين
…
عندما قلت لك أعدني إليك
لم أكن أقصد يومها
أن ألتصق بك مثل جرح
..
أكشط الحزن والخوف من فوق جلدي
أكشط معهما الحب وبقع الطمأنينة النادرة
أنظر نحو الأعلى
وأقول لا بأس
ثمة ضمّة تلوح من بعيد.
…
أتمسحُ في كتبي مثل قط أليف
ألتقط روائح الأشياء في زمنها الحقيقي
أستخلصها من الورق
أعصر الكلمات حتى آخر قطرة
وأصنع (العطر) على طريقتي الخاصة
..
أطحن شِعري ويطحنني
أنثُر المسحوق فوق جمر المبخرة
فتنجذب الأرواحُ الجائعة
التي لا مأوى لها
سوى الحزن
الحزن الذي يترحرح في قلبي كرغيف خبز
..