على حافة المنحدر/فتحي احمدعبدالرحمن ( عدن)

أنا والعصافيرُ

لاننتمي للرمادِ

لغاباتِ هذا الزمانِ المعطَّلِ

هذا الزمانُ الذي

لم نرَ لِجلالِ الأسودِ

بأحراشهِ من أثر ..

تتعالى جذوعُ الشجر،

تتطاولُ أغصانها

تتشابكُ

كي تمنحَ الشوكَ

كل المساحاتِ في القاعِ

قد صارَ

أكثرَ من ظِلها والثمر !!

أنا والعصافيرُ

نُشبِهُ وجه السماء ..

مدائننا والبساتينُ
كلّ السماء

والنجومُ لنا أصدقاء

والفراشاتُ والنحلُ أحبابنا

والطَّلُّ يمنحنا الارتواء ..

والفجرُ حين يجيء

يغسِّلُ ارواحنا بالرجاء ..

والشمس حين تغيبُ

يدثِّرُنا بالحنانِ المساء ..

أنا والعصافيرُ

لم نُشعِلِ النارَ يوماً

إلا لفوحِ البخورِ

نُعطّرُ درباً

تعفَّن من عاتيات العناء

أنا والعصافيرُ .. أغنيتانِ

تهادت على همسات القمر ..

وحُوريتانِ

تآزرتا وتآنستا

على حافة المنحدر ..

أنا والعصافيرُ
طفلانِ

مابَلغا الحُلمَ بعدُ .. ولكن

تورد خدَّاهما خجلاً

حين ضاع الوفاءُ

وقلَّ الحياءُ

وحلَّ مكان الشعور حجر ..

أنا والعصافيرُ

صِنفانِ ينقرضانِ

بِداءِ ” جنون البشر ”

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!