كيس تعاويذ/ شعر: الشاعر غازي الذيبة

لن أكتب قصائد كما يريد المعلم، قلت للمتنبي

حملت كيسا من التعاويذعلى كتفي ومشيت

كنت أتمتم  مقاطع من الإلياذة

أقود هوميروس بعكازه النبيل  إلى النهر

سأغرقه  ربما ، سأتخلص من غنائيته المجنونة

سأحمله على ظهري وأمشي قليلا

حين أتعب ، سأفك ضفيرته وأعقدها حول رقبته

ثم أبكي على الشاعر  الأعمى حين  رأى وفقأ غمامته بالنشيج .

لن أكتب قصائدي كما يريد المعلم
لن أحتفي بمُعلقة طرفة وهي نائمة على ظهر بعير
سأمزقها، أنا حر “أرى ما  أريد”
أرى زهوري البيضاء منقوشة على جدار الحرية
حين أمحوها ، سأبكي بوداعة طفل يطلب قطعة حلوى
وأنادي طرفة : لا تذهب إلى البحرين
هناك ستسقط ورقة التوت الأخيرةعن القصيدة
سينزلق اسمكفي حفرة عميقة ينهشها دود النسيان
لن أكتب كما يريد المعلم
سأكتب كما يريد قريني الجني ، ثم أدرطهمن رأسي في الصباح
وأمشي مزهوا بصوته الشاحب في بركة  الكلمات
حين يقبض عليّ متلبسابمحاكاته .
سأضحك، سأقلب على ظهري من الصحك
سأمسك بلحيته المدببة وأركض
خلفي ستركض مدينة من الألماس والمجانين والسكارى واللصوص
كلهم يحلمون  بقصيدة تتلوى فيظلالي الممزقة
وسيكون  حين يضحك الليل على الطرقات
لن تصلوا إليّ
أنا ديك الجن ، طعنت قبل قليل حبيبتي
وكتبت بكائية بدمها
حين ترنحت التقطتني ضفائرها .
سأحرقك يا ورد ، وأسهرمع الفجر حتى يستيقظ الليل
سأشربك دفعة واحدة تحت شهيق اللذة
أنت هنا ، وأنا المسحور بزفرته
أتمدد بين ذراعيك حتى القتل.
حين خرجت من الكهف
رأيت الريح تهبث بالمعلقات على أستار الكعبة
لهث النابغة بدناديشه وخرزه خلف المنبر
تساقطت لحيته في سوق عكاظ
أسنانه تهمشت، بكى
تودد للظلال بأن تنحني له
ليسير تحت قباب مريضة بالأوزان .
اذهب إلى أقوالك يا نابغة
اذهب إلى خرائبك المسكونة بجني النظم
تيبس نُخيلة منسية في كوابيس التاريخ
قصائدك قاتلة ، ورأسك مشقوق بالانتظار على قارعة الطريق
لن تمر بك الإبل
سترطل الريح وتنام طويلا، إلى أن يعثر عليك شاعر تعطلت أحلامه ، فكتب اسمك على نافذة
عربته الحشبية ، وعبر بها أحشاء القطب المتجمد في البرع الخالي

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!