لا أشتمُ أحداً / بقلم مالك مدخنة

لا أشتمُ أحداً
فعندما كنت نجاراً
قطعتُ اصبعي الوسطى … !

كنتُ ماهراً في صنع الطاولات 
ولا أصنعها إلا بشكل دائري
تماماً كطاولة ذلك المقهى
الذي ودعتني حبيبتي فيه .. !

صنعتُ الأبواب وزخرفتها
كنت دوماً أتركها بلا دقّاقات
لأن القلوب تفتح بلا استئذان … !
” والعين الساحرة ” كانت أجملَ ما أصنع
فهذا الاسم لا يذكرني إلا بحبيبتي !

صنعتُ المقاعد
الدراسية والغرامية
على الأولى كتبت ” أكره الكتب ”
وعلى الثانية ” كلّ المدارس تبدأ من هنا ! “

صنعت القوارب
وثقبتها
وجعلتُ من الشعارات الوطنية أشرعة لها
فالقاع ؛ أفضل مكان ترفرف فيه
تلك الأشرعة … ! !

رسمتُ مخططات
وابتدعت أفكاراً جديدة
فكأسُ الماء مثلاً أحبه خشبيّ
لأنه من العدل أن يشرب كأسي
قليلاً مِمّا يشربني إياه … !

وأن أكون خلف القضبان فهذا
لا يعني أنني مسجون
قد يكون العالم خارجاً هو المسجون
لذلك صنعتُ نوافذي على شكل قضبان !

أحببتُ النحت على الخشب
ومع المحاولات الكثيرة
استطعتُ أن أنحت سرّة حبيبتي
حاولت جاهداً أن أضرب بمطرقتي
ناحتاً غيابها ، فوجدتني نحتُ قلبي !!

في كل المحاولات، وجدتني ناحتاً إياي

حاولت نحت دربها،
فنحت قدميّ
وحاولت نحت أحضانها، فنحت يديّ ..

بدلا من حبها نحت جذعي ،
وبدلاً من همسها نحت شفتيّ

نحتُ كلّ تفاصيلي
عيوني ،أنفي وعنقي
حتى أصابعي …

ثم طرقت مسماراً واحداً في صدري
وعلّقت عليه صورتها … !

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!