لملم نفسك، وضمّكَ إليك
لا تفكِّر بجاهزيتك
لا قابلية لديك لفرح،
ولا هزيمة ..
باتت الأرض هزيلة، قاحلة،
والتعبُ فيك
لا يحتاجُ منك لمقاومة ..
دعِ الترابَ يلملم أشياءك،
يرتِّب ما تبعثر منك،
دعه يغمِضُ عينيك ..يغطيك ..
يحفر عميقا، ينثر رفاتكَ ..
هكذا يا صديقي
ربما بين راحتيه، تغفو .. تنام ..
هذي عناكبُ الموتِ
بدأت تشتغل على بقاياكَ،
تنسُجُ آخر أغنياتِ الوداع ..
وحدك أنت هناك
تهيِّئُكَ لطقُوسِ الرحيل،
وصدى الموتِ
يقترب .. يقترب ..
باتَ حقيقة تدنو ..
لا تعاند، ولا تهدر جهدا،
دع النهايات تضعُ لمساتها الأخيرة،
تلتقطُ لك آخر ابتسامة،
تنقشكَ إسمًا على شاهدِ المعاناة،
تُغلقُ فمك، وتسكِتُ آخر
الأصواتِ فيكٓ،
تمنعُكَ من التفكير،
من الطيران والتحليق بعيدا..
أنتَ الآن لا تحتاج إليكَ،
لن تحتاج لنهوض، لوقوف ..
لا داعي لصقل أفكارِكَ..
فكرة ما، تدور برأسك
تدور.. تدور،
و موتُ الحلم
لا يحتاج منك عناء ..
وأنت ميِّتٌ يا صديقي،
ضُمّ إليكَ جناحيك،
لملِمْ نفسَكَ، ..
و اغتسل ببياضِك،
نمْ تحت رمادِكَ،
انثُركَ مِلحًا في الأرض ..
وأنتَ تُغمِضُ عيناكَ لا تَنْظُر للسماء،
لا داعي ..
الحلم فيكَ
لا يحتاجُ أجنحة ليطير ..
دعِ الترابَ يلملم أشياءك،
يرتِّب ما تبعثر منك،
دعه يغمِضُ عينيك ..يغطيك ..
يحفر عميقا، ينثر رفاتكَ ..
هكذا يا صديقي
ربما بين راحتيه، تغفو .. تنام ..
رائع