إليّ سأكتبًُ ولن أنتظر َ موتي…..
سأُعيدُ ترتيب أبجدياتي ، وصياغة كلماتي ، وتعديل ساعاتي،….أحتاجُ إلى مساحات ٍ واسعة ٍ تسعُ امتدادي من لعنة البياض والسّواد ، لعنة الحضور والغياب……
مساحاتٌ واسعةٌ بحجم البحر…..
بعنف ِ الأمواج التي تعلنُ في كلّ مدّ وجزر وفاتها…..
أرنو إلى أغنيةٍ عابرةٍ، قبلة طائشة، نوبة حنين…..
هنا في المكان حُزنٌ عريقٌ تشُقُ عنه العيون ، ولا تنطقُ به الشّفاه…..
أدراجُ مكتبتي كتبٌ صفراء بلونِ الحزن……
والصمتُ كابوسٌ جَرَّدَني من ذاتي……
بدأتُ أكتب ُ هذه الحروف سرأ مثلما بدأتُ اكذبُ بها سرأ…… وأحلُمُ بها سرأ…..
هناك َ صلة وطيدة بينَ الحلمِ والكذب والكتابة….
كلُّ الكتّاب صادقونَ حدّ الكذب وكاذبون حدّ الصّدق….. وحالمونَ اتساع هذا العالم…..
ها هوالمكان يُحبطني بصمتِ جدرانِهِ ، وصمت عالمه،
وصمت قاطنيه،…..
تقطّعَت أنفاسي بين أصوات الفقراء وأصوات الجلادين الفُجّار…..
إلى أن جاء الموت ووقف على الأبواب…. يُغني ،يعبثُ ،ويشربُ ،ويضحكُ ، ويتولّى شؤون الحراسة….. ويُحرّرُ بيوت الحياة من ساكنيها….
عندها لفَّ الوقت صمتٌ حزين ٌ…..
في وطنٍ حزينٍ…… حيثُ انطفأت أُمنياتنا وغابت……..