لوحاتٌ بحريَّة/ بقلم :د.عاطف الدرابسة

قلتُ لها :

تختلطُ عليَّ الأشياء

ويُقلقني السُّؤال

هل تلتقي الخطوطُ المتوازيةُ

كما يلتقي الضُّوءُ بالظَّلام ؟

ما الفرقُ بينَ الدُّموعِ والعَرق ؟

العرقُ بكاءُ الجسد

والدُّموعُ بكاءُ الرُّوحِ ..

كنتُ أحاولُ أن أقعَ خارجَ الحُبِّ

وأن أُقيمَ خارجَ القلوبِ

وخارجَ العقولِ ..

ما زلتُ إلى اليومِ أُحبُّ اللَّوحاتِ المائيَّةِ

وأُحبُّ أن أكتبَ قصائدي على الماءِ

ليصيرَ هذا الماءُ صورةً عن مشاعري

كلَّما شربَ منهُ طيرٌ أو حجرٌ

أو حيوانٌ متوحِّشٌ

سَرتْ في جسدهِ رجفةُ الحُبِّ

وخفقةُ العشقِ الأبديِّ

وعرفَ لأوَّلِ مرَّةٍ طعمَ الحُبِّ

حينَ يكونُ الحُبُّ ماء ..

بعضُ النِّساءِ دُمى

وبعضُ النِّساءِ عرائسٌ في مسرحِ الحُبِّ

بلا عاطفةٍ

بلا روحٍ

بلا حواسٍ

كأنَّها شخصيَّةٌ ثانويَّةٌ

في روايةٍ صفراء ..

بعضُ النِّساءِ مُدنٌ في لوحة

وبعضُ النِّساءِ لوحةٌ على جدار

كلَّما أصغيتُ إلى لونها

اهتزَّ بينَ يديَّ الوقت

وتعطَّلت على شفتيَّ القُبَل

كأنَّني في لحظةِ موت ..

سأحملُ مياهي

وحبري

وشيئاً من لغتي

وأرحلُ نحو مملكةِ الياسمين

أنصبُ خيمةً لأحلامي

أنتظرُ مطراً يتساقطُ حُبَّاً

أسمعُ أغاني السَّنابلِ

والبلابلِ

فتبتسمُ لي أحزاني

وتأتيني المُدنُ القديمةُ على صورةِ

امرأةٍ من بحرٍ

وغروب

أو على هيئةِ صوتِ نايٍ

يُشعلُ في عتمةِ الرُّوحِ

عودَ ثقاب ..

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!