لو لم أكنّي/بقلم: يزن السقار (الأردن)

لو لم أكنّي
لكنتُ خريفا
أنزّ دفئي على طين الحكايا
أتساقط حتى يباسي
خفيفا أصير
و أراهن الغيم على ولادتي و القصائد
لو لم أكنّي
لكنتُ قبلة على فم عاشقة
تلوكها كلما هبّ الوقت
و عنّ النبيذ على بال الذاكرة
تخلعها كلما اغتسلت
و تبلسها غواية حتى المشيب
لو لم أكنّي
لكنتُ خيمة
تلمّ الأحلام الباردة و صوت الحنين
تطبطب فوق الجرح الدائر في شوارع الروح
تصارع أصابع الشمس الحرون و كسل الثلج في أقداح الأيام
تروي الحكايا على العابرين بكاءً بكاءً
تُصرصر الملامح العتيقة
و تراهن الغد على غدهِ المبين
لو لم أكنّي
لكنت شجرة لوز
لي موسمي و اخضراري
ولي غفوة لا يشاركني بها أحد
لو لم أكنّي
لكنت شارعا في وسط السوق
أقرأ ما زلف من الباعة و العابرين
أسمع صرير أحلامهم
ألملم أطرافهم المقطوعة يقينا المتراخية مجازا على جوانبهم
أراقب وجه الطفولة المكسور تحت عوز الرغبات و أبكي
أبكي حتى أغسل الطريق تحت أقدامهم
أرى عيون نساء تفرك جيوب عيونهن و يغمضن
و أتغرغر بالضجيج حتى أختنق
لو لم أكنّي
لكنت قصيدة في بال شاعر
كلما رأى حبيبته
تلعثم
وقال في سره
آه لو تعرفين
لو لم أكنّي
لكنتُ نايا
ألملم تنهيدة الكون
و أغني

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!