لِتبقى السماء راضية عني / بقلم : الأديبة لودي شمس الدين

لِتبقى السماء راضية عني

حطَّ الحمام …
على انعكاس وجهي في بقعِ الماء…
خصل شعري شكَّلت سحابا كستانيا…
فوق شفتي أمي “قُبلة صلاتي”…
السماء تستبقني نحو البحر قُبيل المغرب…
والرياح تهبّ فوق دم القدر المُنثال من حنجرتي…
خبِّئي تنهداتكِ المُلتهِبة بين أنين أنفاسي …
واستديري يا ابنتي نحو الحياة…
آه يا كواكب الألم وآه يا بُكاء النجوم!
يؤلمني ابتعاد الفراشة عن جلدي…
يا الله،أمي لو كانت حجراً لنِمت تحت قدميها…
ودلكتهما بماء عيني وشفتي…
يعِزُّ عليَّ الصُبح بشمسه من دون الفراشة…
وأن أرى وجه الجميلة واهِنا…
من تلاشي الضباب الجليدي فوقه…
أمشي حافية بوحشتي نحو الشاطئ…
لا أُبصر سوى أصابع والدتي الناعمة…
في الصدف الأبيض والأرجواني…
ولا أسمع سوى إيقاع صوتها…
الذي يتعالى مع صراخ الموج…
كُلِّما مرّغت شفتيّ برغوة الزبد..
أمي…
رأسي الطفولي ينام كالطير فوق صدرك…
فآهٍ لإستراحة عقلي فوق وسادتكِ العالية…
حُكِّي شفتيك الياسمنية بجسدي النحيل…
ليُزهر البنفسج واللافندر تحت لحمي…
واجلسي جنبي قليلاً عند منعطف السماء…
لنسأل الله “لِم الغيم فجَّر ضوء القمر”؟
هل هو غضبٌ إلهي؟
أم هذه عظام أبي تحارب وحدها خناجر الغيب؟
آهٍ يا أيُّها العمر الخبيث على قلبي…
لا،لن يُفقدك بصرك هذا الوجع العظيم يا أبي…
سأثقب كفي بالنار وأضيء تلك النجمتين …
فلا تبكِ يا أبي أحبك…
دع كفيك تضم كفيّ بهدوء…
كي تستدير كروية الأرض أكثر …
من احتكاك أصابعنا الدافئة…
وتبقى السماء راضية عني …

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!