يَتَصَادَمُ بِالظَّلَامِ ، الْقَمَرُ !
سَأَلْنَا اللَّيْلَ ذَات مَوْعِدٍ
مَابِك لَا نَجْمُ فِيكَ وَ لَا قَمَرْ
رَدَّ عَلَيْنَا اللَّيْلُ بِشَوْقه
وَ أَفْضَى بِالصّبَابَةِ مُنْهَمِرْ
أَنَا الَّذِي يَغْشَانِي الْعُشَّاقُ ذِكْرَى
وَ الذِّكْري وعودُ لَهْفَةٍ لَا تَنْدَثِرْ
وَ الْوَعْدُ عَلَى حَدَّيْ سَمَائِي
مِنْ مَشَارِقِهَا إلَى مَغَارِبهَا يَنْتَشِرْ
يَنْتَظِرُ مِثْل لَهَاثى الْقُلُوب
كَأْس الْحُبِّ مَسْكُوبٌ وَ الِانْتِظَارُ قَيْدٌ لَا يَنْكَسِرْ
وَ الحُرِّيَّةُ نَظَرةٌ ذَات شَوْقٍ عَمِيقٍ
مِنْ بُؤْبُؤِها الْحَانِي قَلْبُ الْهَوَى يَنْفطرْ
يَا سَاقي الْمُحِبِّينَ لَهْفَةَ لِقَاءٍ زَائِفَةٍ
أَيُّهَا اللَّيْلُ لَا تُدَمْشِقْ وَ خَيْطَ الْفَجْرِ انْتَظَرْ
لَا تَسْرِقْ مِنَّا كَلَامَ الدُّجَى الْمَمْزُوجِ بِرِيق الصِّدْقِ
قَصِيدُ الشّعْرِ بِجَوْفِ اللَّيْلِ نُرْسِلُهُ
وَ الْحبّ لِعَيْنَيْكَ آيَةُ عشقٍ نُرَتِّلهُ وِتْرًا وَتَرْ !
وَ الشَّوْقُ لَوْلَا أَنْفَاسُكَ تزُفُّهُ كَيْفَ كُنَّا سَنقْبَلُ بِهِ
نسَائِمُ حرٍّ وَ بردٍ تَلْفَحُ الْقَلْبَ وَ تُنَاوِلُهُ الْجَمَرْ
بَعْضًا مِنْ شَذَّاك الْبَعِيدِ …
بَعْضًا مِنْ طَيْفِكَ إذَا جَاءَ إلَى سُهدي بِلَذِيذِ طَيْفِهِ بَعْدَ الضَّرَرْ
فَلِلَّعاشقين طُقُوسٌ وَ أُصُولٌ فِي هَوَاهُمْ
يَرَى الْمُحِبُّ بِعَيْنٍ وَلَهَى بَعْضَ الْجَمَالِ بِغَيْرِ حَاسَّةِ النَّظَرْ !
لَوْ أَنَّ اللَّائِمِينَ كُفُوا عَنَّا رُؤَاهُم
لَبَدَا عَالَمُنَا منْ فَرْطِ الْحُبِّ خَيَالًا فَاقَ السِّحرْ !!
لَا تَحْسبُوا عَلَى الْحَانِيَّةِ قُلُوبِهِمْ ، لِلْحَيَاةِ سَنَوَاتٍ
أَنَّهُمْ يَحْيَوْنَ عَلَى النَّبْضِ، وَ بَعْضُ الدَقَّاتِ تُجَاوِزُ قِيمَةَ الْعُمُرْ
عِشْرَتِي مَعَك كَانَتْ زَهْوًا وَ بَعْض شَفَقٍ
وَ لَيَالِ لَهْفَةٍ ، فِي سُوَيْدَاءِهَا تَرَعْرَعَ الصَّبَرْ
فَلَا تَسْأَلُوا لَيْلِي عَنْ أَرَقي وَ لَا عَن الظُّلْمَةِ فِي بَيَاضِ أَرَقي
يَتَصَادَمُ الْبَيَاضُ بِبُوْبُؤهِ فِي حَدَقَةٍ وَاحِدَةٍ وَ يَتَصَادَمُ بِالظَّلَامِ ، دَائِمًا الْقَمَرْ !!
يَتَصَادَمُ بِالظَّلَامِ ، الْقَمَرُ !