.الأديبة الشاعرة..نجاة بشارة..

. .الأديبة الشاعرة..نجاة بشارة..
.وكرائم الجوهر

ياليت شعري حين تنثر درها
عقد من الياقوت والمرجان
قيثارة إن أنشدت سمارها
مزمار داوود من الألحان
نجاة بشارة .. وشرف القول، وثبة في ميادين الشعر ، وأناشيد الزهر ، وكرائم الجوهر ، تبعث الحياة في القلوب، والفرحة في الوجوه ، زينتها، الكلمة الطيبة ، جميلة الأخلاق،. شوقها، عفاف، وصَباها ، تقى، ووطن ، وأمّة.
شعلة من ضياء، وثورة بركان، وغضبة إعصار، لايهزمها الند ، وندها، ربيع دائم، أصالة متجذرة في الوجدان, ترفرف بالشوق وتورق بها الغصون. تغرد بعذوبة ،وتدفق رقة، تولد الجمال والأحاسيس، ٱية، وظاهرة .
تخوض بأدبها ميادين النزال ثابتة، فالوطن مأكول من أطرافه، والذئاب محيطة بالفريسة، كالسوار بالمعصم ، فلا رغبة في متاع،. ولا تحن إلى راحة ، ولا تطيب لها غفوة.

تفتحت بجمال البيان ، وسحر القول منها يأتي بالمحبة. والسلام. تقرأها فتصبح شاعرا، لا تدري مالذي حرضك ، مالذي افرحك، مالذي أثملك ، فكأسها خمر سائغ شرابه ،. محلل عتقه ، ترويك انهار الكوثر، وبحرها ممتد بالجود.
نجاة بشارة..شاعرة حرة ، وشعرها، نموذجا جماليا في كل تكويناته، اللونية وتقاطعاته، وبناءاته وتشكيلاته .
بكر معانيها سهلة ألفاظها تبحر في ألحانها إلى عوالم الإحساس والمشاعر ،
تعلوا مشرقة بالضياء، وتمضي كالنسيم ، تذكي به الأرواح وتترك في القلوب خزينا من الفرح، ساحرة الصياغة، خصبة المعرفة، تنفح بخبراتها، وطاقة تجاوزت بها التقليد الى الإبتكار في تقاطعات تثير الدهشة، عفوية الخاطر، بديهية التعبير ، جريئة الأداء غنية نصوصها بالمحبة والإنسانية
إني قصدتُ الشعرَ مثلَ مسافرٍ
ژَهِدٍ ، تُهاجرُ أحرفي بمدادي
وَتَلَوتُ أسفاري على أحضانِها
. لغةً تَمَوسَقَ نَوْحُها للشادِ
تبكي القصيدةُ إذ تمدُّ ذراعَها
وهناً على وهنٍ ألا يا حادي
قدرٌ بأن تبقى تدورُ بلادَنا
ما بين مِطرَقَةٍ وغدرِ ( منادي )
إن اعوجاجَ العدلِ فوقَ تُرابِنا
ذلٌ وعارٌ ، أينكم عُوّادي…؟

صورة متكاملة الطيف وروعة اللحن وإشباع المعنى بجمال لغوي بارع في وقعه.

هُمْ هكذا ، يا صاحبي الرَّهِفُ
أنا ما زَلَلّتُ ، وفوقَ ما أصِفُ
أهلي أنا والشمسُ ما بَرِحَتْ
عيني التي يحلو بها الطَرْفُ
يا حضنيَ الدافي ومنبعَهُ
لك جودةُ الأقلامِ واللَهَفُ
فخرٌ وَمَكرَمَةٌ يؤججني
عرشٌ به الياقوتُ والصَدَفُ
نسبٌ وتاريخٌ ومعتقدٌ
والشاهقاتُ وغايتي الشرفُ
في أعيني الآلاف لا عددٌ
ولانت وحدك دونهم ألفُ
المُدّعونَ ونبضُهم دَجَلٌ
يا ليتهم في الشعرِ قد نزفوا
ما دمتَ في صحبي وقائمتي
ما ساءني المليون لو حذفوا
_

ناديتُ والدمعاتُ تغسلُ وجنتي
اللهُ. يا. اللهُ يا اللهُ
الدعوة الأولى بيانُ مُعَذَّبٍ
تَعِبٌ يبوحُ مُرَدِدَاً دَعواهُ
يا من حياتي والمماتُ بأمرِهِ
إن ضاقتْ الدنيا فقربكَ جاهُ
ما عُدتُ أحملُ غُربَتَيّنِ وخافقي
نَزَفَ المخاضَ بحملهِ أقصاهُ
ومَرَرتُ والنكباتُ تَكسِرُ كاهلي
للقدسِ ربٌ من لَها إلّاهُ
ويحٌ لشعبٍ حينَ يُصبِحُ همُهُ
ما بين لقمتِهِ وضيقِ رؤاهُ
مَنْ وَجَّهَ الإجرامَ نحو بلادنا
ما كان يعرفُ ( أحمداً ) وَهُداهُ
لو أنهم عرفوا الحبيبَ محمداً
ضربوا الصحاري في سبيلِ لُقاهُ
لا فرقَ بين الأعجمي وبيننا
من عَلَّمَ ألأمّيّ ، من رَبّاهُ
لو أنّ فاطمةً حبيبةَ مهجتي
سرَقَتْ تُلاقي ذنبَ ما تلقاهُ
صلى عليكَ اللهُ كل دقيقةٍ
بل كلَّ ثانيةٍ وملءَ رِضاهُ

_. فهل ترى تلك الإنسانية التي تذكي بها النفوس محبة ورحمة وعاطفة .

وهناك الكثير من لوحات الشعر الياقوتية اللؤلؤية الخالدة بموضوعها ولغتها وبيانها
فكل المحبة والتقدير لهذه المبدعة العربية.. الأديبة الشاعرة ( نجاة بشارة ) وكل الشكر الاحترام
.
. بقلم.. محمد الحراكي
.ابن العابدين

عن هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!