البشر الميكروبات / بقلم : لأستاذ محمدمدالله العساسفة

 

في علم الصغائر الميكروبات مخلوقات دقيقة جدا لكنها تلتصق بأي كائن حي فتنخره وتفتته وتجعله نتنا منتنا عفنا لا يطاق. أما البشر الميكروبات فحجمهم كبير وقد يكون ملفتا للنظر من منظره وهيبته لكن داخله عفن متعفن هؤلاء يلتصقون بجدران الأنظمة السياسية ( بترتيب وإغراء من الأنظمة نفسها) بحثا عن الكلأ والنفوذ وأكثر ما يلتصقون على جدران الشعارات العالية السقوف الهابطة الأداء. أغلب الأنظمة السياسية مهما كان صتفها او تصنيفها ومهما علت درجة الديمقراطية فيها فإنها ما أن تصل إلى الحكم حتى تتحول الى اوليغارشيات ( شلل ) فما بالك بأنظمة القادة الملهمين والخالدين وبعضهم يرتقي إلى درجة ظل الله على الارض الذين يختطفون السلطة بالدبابات المطرزة بشعارات فخمة . يزينون زيفهم بشعارات مغرية تختطف العقول قبل الأعين. فإذا ما سخنت مجالسهم على كراسي السلطة رموا شعاراتهم خلف اظهرهم ومارسوا سلطة بشعة توصلهم الى الخوف من العامة فيسلطون ميكروباتهم البشرية خلف كل كلمة تصدر من اي مخلوق. يؤدبون العامة ببعضهم فيعذبون بعضا ليرعبوا البعض الآخر وليس الآخر بمأمن من العذاب . هنا تجد البشر الميكروبات مجدها بالوشاية صدقا أو كذبا أو انتقاما او تصفية حسابات فتبدأ قراطيسهم بالتهافت على الشلل هنا تتشكل حالتان من الرعب : رعب الشلل الحاكمة من العامة ورعب العامة من الميكروبات وما سيصدر عن الشلل عذاب وقهر. أن حالتي الرعب تؤديان إلى تحوصل الشلل على ذاتها فتزيد من ارتفاع سور محيطها وبنفس الوقت يبدأ العامة بالتحوصل ولكن ليس جماعيا وانما يتحوصل كل واحد على ذاته خوفا من الميكروبات المحيطة. أن هذه الميكروبات تشكل شريحة ومن الاوغاد التي تنسلخ من جلدة اهلها الى جلدة الطغاة . أن استمرار مسلسل الرعب والتشرنق يؤدي إلى حالة مزرية من الكبت والضغط عندها يصبح الصياح المخرج الوحيد للزفير خوفا من انسداد هواء الشهيق داخل الرئة . دوامة الاوغاد رواية من أدب اللجوء السوري تسرد لنا حكاية الاوغاد للروائي السوري المقيم في الكرك محمد فتحي المقداد

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!