الناقد أحمد محمود دحبور يقرأ نص الكاتبة اليمنية بسمة القائد ( إنه يحبني )

آفاق حرة 

ضوء بريء سارح في سنبلتي

همس لعصفورتي البلور

أنت فوق الحب بحياتين

ومضى كالبروق

ترك ضلوعي في لذاذة الحريق

شوكة تبكي في قلبي

انتفضت أجنحتي البيض

هل أفتح نافذة ابتسامتي ؟

انشق نهر حنين

أسمع خرير الحب يمشي في كوثري

عشق في يوم النوى

عند منتصف الربع الخالي أعلى يساري

جفن يجذب

شفة تحيى

صخرتي حبلى بحديقتين

فل .. ونور

أُورق الليل وجداً

إلى أين يا قلبي ؟

ليس لك اليوم من عاصم غير التيه

إنه يحبني

من أصابع غيمة عصية

انفلتت فاتنة الربيع

أيرقص البحر على حرقة الشوق

أم تصب الأمواج شعرا ونوارس

في أول هدهداتي

سأطلي أظافر الضفاف بالحبق القديس

ناي أناي وشوش فراشات الجلنار

أخرج شمسي من دموع الندى

ماء .. هواء .. وجنة طير

حديقة على خدور القمر تهذي

شقت صدر البحر بلمع الهوى

ضوئي واثق الحنين والحواس

يرعاه سرب ظلال ومس حريري

محروس بنخلاتي وحفيف الورد

يرتب طريقي برموش الروح وأنغام الصمت

أهز الظلام بخفقة ابتسامة خفيفة

لكنها سنبلاتي الملأى ظمأ

غافلتني شربت من رطب النور

ياصوت الغمام أدخل حدقاتي

نغفو على عقيق الشموع

طيور حلم وعهد

نرسم عشا في عليين الحب

غرد طيري في السحابات

إنه يحبني

 

#أنه #يحبني ..

همس لعصفورتي

أنت فوق الحب بحياتين

تركَ ضلوعي في لذاذة الحريق

انتفضت أجنحتي البيض

أسمع خرير الحب يمشي في كوثري

صخرتي حبلى بحديقتين

أيرقص البحر على حرقة الشوق

سأطلي أظافر الضفاف بالحبق القديس

أخرج شمسي من دموع الندى

يرتب طريقي برموش الروخ

أهز الظلام بخفة ابتسامة خفيفة

غافلتني

يا صوت الغمام

نغفو على عقيق الشموع

نرسم عشاً في عليين الحب

غرد طيري ..

نحن هنا امام نص توظف فيه الكاتبة بسمة ألق  لعبة الضمائر التي افردت لها مجموعة من المقالات ولم اكملها وتتنوع الضمائر الفردية والجمعية ويسود ضمير المتكلم (أنا) بالرغم من افتاتحية النص بضمير الغائب المخاطب (أنه يحبني) – و ” أنت فوق الحب بحياتين ويرتب طريقي برموش الروح ” -: “هو” ولكن كما قلنا فضمير المتكلم هو المسيطر ..أنتفضت. أنشق ..أسمع .. أنفلت ..سأطلي . أخرج..ضوئي ..أهز ..الى الى ضمير الملكية ال (نحن) نغفو ..نرسم الى ضمير المخاطب : (غافلتني) كلها ضمائر تشي بين الرواي والمروي عنه الامر الذي يجعل الحكاية المروية وكأنها خداع ادبي يظن المتلقي انها تأتي دون وساطة كما قال (رولان بارت) فيتلاشى الحاجز الزمني بين السارد والمسرود السردي ظاهريا على الأقل ويجعل المتلقي متعلقا بالمتن الشعري، متوهما ان الكاتب هو إحدى الشخصيات في النص

#فبسمة تقوم هنا على فكرة اللعب مع القارىء وتستحوذ على متعته وتحدث لديه لذة وتعزف نايه وتوشوش فراشات خيالاتها ومجازاتها لتخرج لنا حورية شمسها من دموع الندى ماءُ وهواءً وجنة طير وكانها عناصر الوجود تشكلت حدائق على خدود القمر تهذي وتشق البحر وتشعل الحواس بضوء الحب وتهز الظلام بخفقة قلبها وابتسامة روحها وتغفو على عقيق الشموع وترسم هي والحبيب عشا في عليين الحب وحبيبها يغرد عاليا في سحابات اليقين ..فهذا النص بطبيعته المخاتلة والتمويهية لا يمنح نفسه بسهولة كما يوهمنا السرد السجالي بين الحبيبين عبر لعبة الضمائر والافعال والى عتبة التلاعب بالقارىء وادخاله في شرك التساؤل وفخ القبض على الدلالة الاولية والإكتفاء بها والاسهام في خلق فرصة إكيدة وعميقة وظاهرة للحوار والتفاعل والإنتاج وديمومة التفكير وتواصله وتوطيد فعل الحب المتبادل بين الطرفين والمؤكد من الراوية في أول الكلام وفي خاتمته (أنه يحبني) وعبر إشارات سيميائية لتسويق فكرة معينة موجهة للمتن وتأويل عنصر اللغة وعنصر الإدهاش الكامن في التشكيل البصري للنص.

نحن إزاء حوار إشكالي تنهض به بسمتنا على لعبة الذكاء بين الطرفين وبين المتلقي ، حوار ينحو منحى التأويل وأختراق المألوف موظفة لعبة الأصوات : خارجي/داخلي لتفتح صفحة اشكال سردي مثير، صوت أثير ضالع متصالح مع ذاته وبحرية وانطلاق وجرأة من متخيل الذاكرة لتقدم صوتها المهيمن وصوت الحبيب وصوتنا وصوت الطبيعة عبر امواج الذاكرة المتلاطمة والهاطلة بامطار غيماتها التي تظلل الحكاية محققة وعد اليقين بالحب المشتبك بالحياة والمستمر معها ..

فالمتن الشعري في القصيدة  يعكس قرارا سرديا حاسما بحدوث فعل الحب اذ يتساوى الواقع بالخيال في فضاء سيميائي  حر ومركب يشبه كثيرا افلام الرسوم المتحركة في الوعي وما تختزنه مخيلته الفردية والجمعية وما تحمله من رؤى وأحلام وحكايات ومشاهد واسئلة وايجابات وتأملات وصور ومجازات رسمت باسلوبية تصويرية جمالية تتدخل في طبقات الزمان والمكان عموديا وافقيا وعبر أنسنة الطبيعة والاشياء يراعاهما سىب ظلال ومس حريري  وحديقة على خدود القمر.. وناي يعزف اجمل الالحان وترقص لهما فراشات الجلنار برشاقة وانسيابية ورهافة وجمال يا له من احساس يداعب ورود الحواس ويتراسل معها بالرمز والدلالة والتضافر الحسي العميق بين الصفة والموصوب بين الحبيب والمحبوب وبزخم شعري زاخر وغزير بفيض الحب والفرح تجلى في كل زوايا التعبير ومساحاته طوبى لهذه التعزية ولهذا الفضاء الشعري الرحب الذي امتعتنا به حيث تحترق مشاعرها لتولد من رمادها طائرا جديدا يغرد لنا اغاني الحب

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!