النص الموازي في المجموعة القصصية(واحد عشرون خريفا) للكاتبة صابرين أبو عسكر العنوان أنموذجًا

بقلم: آسيا الكيلاني

 لا يمكن للأدب أن ينسلخ عن الواقع، فالنصوص الأدبية بمختلف أجناسها تعنى برصده والوقوف على تحدياته وتطلعاته، والكاتبة صابرين أبو عسكر عكست لنا في مجموعتها القصصية ( واحد وعشرون خريفًا) العديد من الأفكار والقضايا بأسلوب سلس وفكاهي لا يكتنفه غموض، وهذه المجموعة تضم 17 قصة تتمحور كل قصة حول موضوع أو فكرة معينة، وكل قصة تحمل عنوانًا مختلفًا وما نجده عند الكاتبة أنها أحسنت حبكة بنائها القصصي، وهدفت من خلال لغتها البسيطة والمعبرة إلى كشف ألم الواقع ولعلنا في هذه الدراسة سنسلط الضوء على عنصر مهم من العناصر التي يقوم عليها البناء الفني ألا وهو العنوان، حيث يعد العنوان من منظور النقد الأدبي الحديث مدخلا مهما وعتبة حقيقية لا يمكننا الولوج إلى عالم النص قبل الوقوف عليه فهو” واقعة لغوية تتموقع على تخوم النص أو بعبارة أدق على بوابة النص لتؤطر كيانه اللغوي والدلالي”([1]) ، ولذلك عد أحد أهم النصوص الموازية كونه أول ما يصافح بصر وسمع المتلقي هو المفتاح الذي ستفتح به مغاليق النص وسيظل العنوان يمدنا بما نحتاجه قبل قراءة النص من رسم تصورات وتخييل ما هو قادم في غياهب النص كونه “يختزل نصا كبيرا عبر التكثيف والايحاء والترميز والتلخيص”([2]) فالنصوص الموازية من (عنوان وهوامش واهداءات وصفحة غلاف وغيرها من النصوص التي تحيط بالمتن) تبقى الوسيط في عملية التفاوض بين ضلعي عملية الابداع (المؤلف والمتلقي) ولو نظرنا إلى عنوان هذه المجموعة القصصية لوجدنا أن القاصة جعلت من عنوان قصتها الخامسة (واحد وعشرون خريفًا) عنوانًا رئيسًا لمجموعتها القصصية، وهذا الأسلوب يستخدمه الكثير من الأدباء لكنه لا يخلوا من قصد وغرضية تكشف عنه سردية المتن الحكائي، فالمتن يرتبط بالعنوان الرئيس بخيوط تواصل وتعاقد لا تنفك بل تزداد وتتضح كلما تقدمت في قراءة النص، ولعل انتخاب القاصة لهذا العنوان دون غيره يعكس لنا تصورًا لقيمة هذا العنوان وخصوبته وقدرته على تمثيل العناوين الفرعية الأخرى واستيعاب معطياتها السيميائية، والباحث في بنية العنوان يجده جملة اسمية، وهذا العنوان يضع القارئ أمام العديد من التساؤلات والتأويلات حول المقصود والغاية منه فواحد وعشرون خريفًا تعني واحد وعشرون عامًا من الانتظار والترقب، حيث تتحدث القصة الحاملة لهذا العنوان عن العمة آمال وعلاقة الحب التي تربطها منذ واحد وعشرون عامًا، وانتهت هذه القصة بخيبة أمل عندما رست سفينة هذا العاشق على بر أمان عائلته التي أخفاها عنها بعد أن كانوا يتغدون على هذا الحب أعوامًا، ولعل اختيار الكاتبة لفصل الخريف جاء متناسبًا مع دلالة الخريف التي تشير إلى تساقط الأوراق والذبول، والخريف هنا جاء متناسبا مع خيبة الأمل وسقوط الحلم الوردي ويأتي فصل الخريف متناسبا أيضا مع ما تعرضه هذه المجموعة من سقوط للأقنعة ولتعرض الكثير لخيبات الأمل وسقوط الأحلام والمشاعر، فكل شيء كان على وشك النهاية، ولكنها ليست كأي نهاية بل كانت نهاية مؤلمة وحزينة .

وإذا ما انتقلنا إلى العناوين الفرعية نجدها دلت على مضامين القصص بشكل مباشر، فالقصة الأولى جاءت بعنوان ( سكرتيرة بجوارب مزركشة) عرضت فيها الكاتبة لحياة فتاة شابة تعاني من مرض تنفسي تبحث لها والدتها عن طبيب بارع، وعندما وجدت ضالتها وذهبت إليه يجذب الفتاة سكرتيرة الدكتور بجواربها المزركشة، وفي الوقت ذاته تعمل هذه السكرتيرة عاملة نظافة، وهنا يأتي الحوار الداخلي للفتاة ليكشف لنا عن مغزى القصة ” أخرج على عجل … أبتلع سؤالي بالكثير من اليأس ألعن شهادة السكرتارية التي حصلت عليها ودرجة الامتياز..”([3]) فالعنوان هنا يشير إلى حلم الفتاة الخريجة التي تطمح أن تعمل، ولكنها تعرض لخيبة أمل، ولعله يشير أيضًا إلى تعلق هذه الحادثة في ذاكرة الفتاة.

أما قصة( أضداد) جاءت الكاتبة بهذا العنوان الغير معرف بأل لدلالة على عموم تلك المتناقضات، وهذه اللفظة توحي باجتماع الشيء وضده معًا، وفي هذه القصة تنقل لنا الكاتبة الحالة التي يحيياها الإنسان في مدينة غزة من خلال حديثها عن قصة الزوجة التي جاءها المخاض في ليلة صاخبة شنت فيها براثن المروحيات جنونها على مدينة غزة فجرًا ناقلة لنا صورة المستشفيات وحالتها المأساوية، حيث تفارق تلك المرأة الحياة ويبعث منها روحًا جديدة تعانق الحياة، وتبرز لنا الأضداد في قول زوجها “هنا في مدينتي غزة  تصدر شهادة ميلاد وشهادة وفاه في الوقت نفسة في مدينتي تجتمع الأضداد في كل مكان صرخة موت وصرخة حياة، آذان ليعلن بدء حياة وآذان يرفع ليعلن رحيل أحدهم”([4])، وهذا بدوره يشير إلى الألم المتجدد والمتجذر على هذه الأرض، وهكذا نجد التعالق والتعاقد بين دلالات العنوان ومضمون المتن الحكائي.

وفي قصة (حرب بنكهة المكسرات) نلحظ أن هذا العنوان يضع  القارئ أمام حيرة ودهشة أيعقل أن يكون هناك حرب بنكهة المكسرات، ولعل هذا العنوان يوحي بدلالة الرغبة والحرص على الحياة حتى وفي أشد الأوقات، ولو كانت الحرب، وفي لفظه المكسرات شحذ للهمة وتقوية للعزيمة، وبعد الغوص في غمار النص نجد أن هذه القصة تتحدث عن قصة المدافعين عن تراب هذا الوطن في أحد الحروب المتوالية على هذا القطاع الحبيب، حيث كان بجعبة هؤلاء المدافعين كيس مكسرات، ولكن شدة القصف وتعرضهم للإصابة حال دون فتحه، وهذا ما جاء على لسان يوسف لعبدالله “ربك ستر عارف على ايش أنا زعلان أكثر مني ومنك على كيس المكسرات إلي لسا ما نفتح ليسمع ذوي انفجار جديد”([5]) فرغم ما تعرضوا له من آلام إلا أنهم كانوا يبحثون في رمقهم الأخير عن العيش بمتعة وأمان..

(عرجاء استثنائية ) عنوان لقصتها السادسة، ومما جاء في العنوان لفظة عرجاء بصيغة النكرة لتدل على العموم جاء في لسان العرب في مادة عرج ” العرجة موضع العرج من الرجل”([6]) فالعرجاء هي التي تعاني من خلل في إحدى قدميها أما استثنائية تشير إلى خروجها عن المألوف والقاعدة، وفي هذه القصة، والتي تحدثت فيها الكاتبة عن فتاة تعاني من العرج والتي تطمح أن تكون استثنائية مميزة دون عرجتها نشأت في عائلة متواضعة ومخيم بسيط متفوقة ولديها الكثير من الأحلام، ولكنها رغم ظروفها وحالتها إلا أنها استطاعت أن تكون استثنائية بنجاحها وجنيها لثمار أحلامها عندما أبدعت في كتابة القصة قائلة ” لم أكن أعلم أن شق طريق للأحلام صعب وأن العثرات التي تعترض هذا الطريق هي التي تجعلنا نتمسك بأحلامنا أكثر اعذريني إن كنت يومًا عثرة في طريقك، يسرني أن أراك تزيلي هذه العثرة وسط هذا النجاح”([7]) فهنا لم يكن ما تعاني منه الفتاة عائق أمام أحلامها فشعارها الطموح لا تحده الظروف فهنا استطاعت أن تكون استثنائية بتغلبها على ظروفها التي تقف أمام طموحها ونجاحها .

وتزداد الأـحداث المسرودة واقعية في قصة (بليط باللغة الانجليزية) عنوان مختزل كثيف الدلالة متعدد العلامات والاشارات، ويثير تساؤلات عده حول دلالته إن أول ما يتبادر إلى الذهن هو أن هذه القصة تتحدث لنا عن عامل بلاط يتقن اللغة الإنجليزية أو حامل لشهادة بتلك اللغة، وفي هذه القصة وكغيرها تزداد الأـحداث المسرودة واقعية، حيث تعرض الكاتبة حال مجموعة من خريجي الجامعات المؤلم في ظل ندرة فرص العمل، فجود أحد شخصيات القصة هو واحد من بين آلاف الخريجين حاصل على درجة البكالوريوس في اللغة الانجليزية يلجأ للعمل بليطًا في إحدى المواقع بعد عجزه وطوال انتظاره بأن يحظى بفرصة عمل تتناسب مع شهادته، حيث اضطر لذلك العمل، والذي بدوره قتل أحلامه كشاب من أجل بناء أسرة، وهذا ما جاء في القصة  “جود خريج تربية انجليزية الشاب الطموح الذي يدندن بالأغاني الانجليزية لا يفهم معناها سواه ركن حلمه وحلم المحبوبة على رف الانتظار حتى ينهي تبليط الموقع الذي يعمل به”([8]) وهذه المعاناة ليست مجسدة في شخص جود فحسب فهناك رامز خريج التعليم الأساسي وأيمن خريج اللغة العربية، وهذا ما قصدته الكاتبة عندما جاءت بعنوانها بصورة نكرة للدلالة على عموم وشمول حال الشباب جميعا..

( أصابع الحياة) بالنظر في بنية العنوان نجده مركب تركيبًا إضافيًا حيث أضيفت الحياة إلى لفظه أصابع للتعريف بالمضاف وبيان هيئته فالأصبع ذلك العضو الذي يساعدنا على مسك الأشياء والتمكن منها والحياة تعني البقاء والاستمرار وهي ضد الموت، وهذا العنوان بدواله الموجزة والمكثفة ينطوي على العديد من الإشارات والعلامات التي تضع القارئ أمام التأويل والتحليل فما علاقة الأصبع بالحياة؟ وهل للحياة أصابع ؟ وكيف تكون تلك الأصابع سببا في الحياة ؟ إن العنوان بدوره يضعنا أمام إشارة وعلامة في أن هذه الأصابع هي السبب في منح تلك الحياة، وإنما هي الحياة وهذه العلامة تلتقي مع ما تسرده له لنا الكاتبة في قصتها من خلال سيدة خمسينية تذهب للعلاج الطبيعي في إحدى المراكز الصحية لتصل بنا إلى بؤرة الحدث عند دخول الشاب قاسم الذي اعتاد المجيئ لهذا المكان لسنوات طويلة من أجل تلقي العلاج بعد فقدانه أصابعه الثلاثة أثناء عمله مصطحبا برفقته ابنته الصغيرة أمنية التي تتشبت بأصابع والدها المتبقية، حيث يلفت نظر السيدة شده تمسك الطفلة بهما وكأنهما هما من يمنحاها الحياة والبقاء على هذه الأرض بأمان بالرغم من قلتهم، وإذا ما رجعنا إلى بنية العنوان نجد أن الكاتبة جات بكلمة أصابع وهي تدل على الجمع والكثرة وفي ذلك دلالة على أهميتها ويبرز ذلك على لسان شخصياتها” إن لم يتسن ليده أن تكون بخمسة أصابع تقبض عل يد صغيرته فقد تسنى لها أن تتشبت بإصبعين وحياة في كفه الأمن”([9]) فكانا هما من منح الطفلة الشعور بالحياة والحياة هنا الأمن والأمان.

(المعلقة قلوبهم) بالنظر إلى بنية العنوان نجدها جملة أسمية من مبتدأ وخبر والمعلقة قلوبهم أي تعلق القلوب ببعضها، وهو علامة على الحب والرغبة في تملك الشيء، والقلوب لا تتعلق إلا فيمن تحب وترغب، ولكن وجودها معلقة يعطي تفسيرا لعدم القدرة على التواجد معا وفي هذه القصة تتحدث الكاتبة عن قصة حب انتهت بالخيبة والخذلان لإحدى الفتيات ويبرز ذلك عل لسان تلك الفتاة “كنت أسافر كل ليلة برفقتك نشم رائحة هذا الحب الذي لعنته المسافة والحرب والخيبات نتذوق شهده ونلعن علقم البعد سويا لا أذكر على وجه الدقة كم عدد السنين التي مضت ونحن نتأرجح على حبال الوصل والجفاء؟”([10]) فبنية العنوان تشير إلى خيبة الحب التي جعلت القلوب معلقة بالحرمان والألم.

( شو بيشبهك تشرين) عنوان يتناص مع أحد الأغاني المعروفة للفنانة فيروز وهذا ما يثير دهشة المتلقي ويدفعه نحو قراءة النص، ومما جاء في العنوان لفظه تشرين، وهي أحد أشهر فصل الخريف ومن المعروف بأن هذا الشهر دائم التقلب ولا يمكننا الحكم على حالة الطقس فيه نظرا لتقلبه، وقد درج استخدام هذا الشهر “في العديد من القضايا التي توحي بعدم الثبات كالحب مثلاً للدلالة على التقلب المفاجئ في العلاقات العاطفية والاجتماعية، وفي هذه القصة التي تدور أحداثها في ( مقهى تشرين) الذي يتوافد عليه العديد من الأشخاص بملامحهم الحزينة والخجولة والمحبطة لتضعنا عند بؤرة الحدث عندما جلست على إحدى طاولات المقهى لتتفاجئ، وهي في لحظه انغماسها بشرب قهوتها ببعض الكلمات التي كتبت على الطاولة من قبل أحدى الفتيات “يأتي بالقهوة تزامنًا مع انغماسي في قراءة شيء خط على الطاولة، ربما حروف، ربما كلمات كتبت على عجل ،أكل عليها الزمن وشرب، أحتسي قهوتي على مهل نخبي ونخب الغياب المبتذل ونخب تلك الفتاة البائسة”([11]) فالمكان بداء باسمه، وبما يحوي داخله من أشخاص بملامحهم المختلفة ووصولًا لما خطته الفتاة على الطاولة علامة على حالة الغياب والتقلب التي يعيشها المترددون على هذا المكان.

( بحر لجي ) عنوان يتناص مع القرآن الكريم والبحر بمدلوله هو ذلك المكان الواسع وبحر لجي” الماء الكثير الذي لا يرى”([12]) أي: بحر عميق كثير الماء متلاطم الأمواج، ويبقى تساؤل القارئ عن دلالة هذا العنوان بمضمون النص، وللوصول لذلك خضنا غماره التي تحدثت فيه الكاتبة عن حياة الطفلة فاتن البالغة من العمر 16 عامًا التي تعرضت للاغتصاب من قبل رجل يتعدى عمره الخامسة والأربعين مما أفقدها ذلك عذريتها وجعلها تدخل في حرب نفسية دخلت على إثرها المصح النفسي مكثت فيه لستة أشهر وهذا ما جعلها تعاني من ويلات الألم والوحدة والعزلة ويبرز ذلك على لسانها “على حافة بحر لجي أفلتوا يدي وتركوني لوحدي أغرق في ظلمته”([13]) فبحر لجي قصدت به الكاتبة بحر الظلم والمعاناة و شدة عمقها في نفس الفتاة وتساقط لأحلامها الوردية والتي عاشتها وحدها على إثر تلك الحادثة وشدة تلاطم أمواجه يلتقي مع شدة رغبتها بالانتقام من ذلك الرجل.

(متسكع) عنوان لقصتها الأخيرة والتي أخذت الكاتبة على عاتقها في مجموعتها التعبير عن الواقع القاسي الذي يقابل أحلام الشباب بالحرمان فالمتسكع يعني التجول من مكان لآخر دون هدف أو غاية، وجاء العنوان نكرة ليضم أعدادا كبيرة من تلك الحالة التي تمحورت حولها القصة، حيث تحكي لنا قصة شاب يبلغ من العمر 28 عاما يجول في ساعات الصباح الباكر دون أي غاية تدرك سوى أنه يخشى السقوط “هذا هو الوقت المناسب للمشي للخروج من الدائرة التي لا بداية ولا نهاية لا أجد حلولًا لا نهايات لا بدايات جديدة أدور فقط وأخشى السقوط”([14]) يجبره واقعه للتسكع هروبًا من واقعه المرير الذي يقابله بالقسوة داخل البيت وخارجه، حيث لاقى هذا الشاب شتى أنواع العذاب رفض والده تزويجه طالباً منه أن يعتمد على نفسه في ذلك مما جعل الشاب يجد من التسكع وسيلته للتحرر من تلك القيود والعذابات.

باقة ورد وعكاز) عنوان في لفظته الأولى يبعث في النفس شعورًا بالرضا والتفاؤل، أما كلمة عكاز تخفي ذلك الشعور وتسيطر عليه وتطمسه بمعانيه الدالة على العجز تتحدث القصة التي تفتتح بهذا العنوان عن حال أحد الشباب المصابين في مسيرات العودة، والذي تم تحويله للعلاج في أحدى مشافي اسطنبول، وبعد رحلة طويلة من العلاج يرجع إلى الوطن بعد أن خرج منها بقدمين أصبح إلى جانبه عكازا وباقة ورد، فباقة الورد تشير إلى أحلامه الوردية، كأن يبني بيت وأسرة، ولكنه يفاجئ بأن أحلامه باتت أشد وأكثر صعوبة إلى جانب ما تعرض له من خذلان وخيبة أمل من قبل العديد خاتمًا في النهاية ومجيبًا عن تساؤلهم “ماذا استفذت من مسيرات العودة ماذا منحك حق العودة المكتوب… ليجيب أهداني الوطن باقة ورد وعكاز”([15]) مجيبًا أهداني الوطن باقة ورد وعكاز، فباقة أحلامه ذبلت ذبول الورد ولم يتبقى له سوى عكازه الذي يتكئ عليه ليشق به طريق واقعه البائس. أما إذا ما انتقلنا عن اللون الذي كتب به العنوان نجد أن جميعها قد كتبت باللون الأسود والذي هو النقيض للون الأبيض، حيث يبعثُ هذا اللون بظلمته وعتمته مشاعر الخوف والحزن والموت، وهذا جاء متناسبا مع حالات الألم والحزن والمعاناة التي عايشها شخصيات تلك القصص،  وختامًا شكل لنا العنوان في هذه المجموعة القصصية عتبة حقيقية ساعدت القارئ في الوقوف على معالم النص قبل الخوض في غماره واتضحت لنا حالة التعاقد والترابط بين العنوان والمتن الحكائي.

المصادر والمراجع:

  1. صابرين أبو عسكر: واحد وعشرون خريفا مجموعة قصصية، مكتبة سمير منصور للطباعة والنشر، غزة- فلسطين 2021م.
  2. ابن منظور, لسان العرب دار صادر, بيروت ط3، 1414ه، 2/221.
  3. شادية شقرون, سيمياء العنوان في ديوان (مقام البوح ) للشاعر عبدالله العشي محاضرات الملتقى الوطني الأول السيمياء والنص الأدبي, منشورات جامعة خيضر 2000م.
  4. شعيب حليفي النص الموازي واستراتيجية العنوان, مجلة الكرمل, العدد 46, مصر, 1992م.

([1] ) شادية شقرون: سيمياء العنوان في ديوان (مقام البوح )  للشاعر عبدالله العشي محاضرات الملتقى الوطني الاول السيمياء والنص الأدبي منشورات جامعة خيضر 2000م، ص 270.

([2] ) شعيب حليفي النص الموازي واستراتيجية العنوان مجلة الكرمل العدد 46 مصر 1992م ص 32.

([3] ) صابرين أبو عسكر: واحد وعشرون خريفا مجموعة قصصية، ص14، ط1، مكتبة سمير منصور للطباعة والنشر، غزة- فلسطين 2021م،

([4] ) السابق نفسه ص 17

([5] ) السابق نفسه ص 27.

([6] ) ابن منظور لسان العرب  دار صادر بيروت ط3، 1414ه، 2/221،

([7] ) صابرين ابو عسكر ص 35.

([8] ) السابق  نفسه ، ص56

([9] ) السابق نفسه ص 46

([10] ) السابق نفسه ص37

([11]) السابق نفسه ص19-20.

([12] ) ابن منظور لسان العرب  2/354.

([13] ) صابرين ابو عسكر ص 71.

([14] ) السابق نفسه ص87.

( [15] ) السابق نفسه ص 65.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!