تحليل للناقد والكاتب الآكاديمي ” بدر العرابي” اليمن/ لنص الدكتورة ” إيمان الصالح العمري ” الشوق مطلق والجناح أسير”

 كتابة النزف والألم تقطِّرُ من هذا النص، حين يشخص الحلم ويراود العقل والقلب معاً،ويطغى ضغط الحلم على الذات في محاولته للتحقق ،لكنه يبقى عصفاً في الداخل يهوي بالذات إلى لججٍ سحيقة ،ثم يصعدها عالياً لتعود بمقدار القوة نفسها إلى لججٍ من يأس، ومابين صعود الحلم وتهاويه داخل الذات، يتأرجح وجع الذات، حينما ترفض عتبة الواقع حلولها وتحققها وشخوصها حقيقة تختصر الوجع وتذيبه.. النص فيه من الجمال والفلسفة والرؤية العميقة للواقع المكبوب فوق اللغة، التي تتوظف بالمواساة للذات، بعد أن نزفت الأحلام على الواقع المرير ،فالمعاني والألفاظ شاهقة تلوح بدلالاتها ووظائفها، لكنها فقط تعد بساط محلِّق فوق محيطات الحلم والحلم فقط… النص يضع مفارقة وتضاد بين دلالات اللغة، التي يفترض أن تتحقق وتترقى لواقع متحقق، وبين مفاهيم الحياة التي تضع منهجاً مفارقاً لما يفترض أن تكونه، فلا اللغة تنجح في معانقة المعاني واقعاً متحققاً، ولا مفاهيم الحياة المتلاشية معانيها، قابلة للتأطير داخل تجاويف اللغة، لتمخض شاخصة متحققة في الواقع. نص عميق المعنى وكثيف الرؤية الشاخصة على حميمية موغلة يين الذات الصوفية واللغة. نص الدكتورة ” إيمان الصالح العمري ” الشوق مطلق والجناح أسير” الشوق مطلق والجناح أسير والقصيدة شكل من أشكال الصداع والمداد المسكوب يراودني للغرق والدمع النازف بالكحلة ضمّ الجفن على المرود اغمض على الحلم المستحيل قالت… آليا اجمل غيبيات الفرح المخبوء ثمّة أحلامٍ تعانق قاع الروح عند الصحو تضحك لها بكلّك تتخدّر جوارحك ان الذي كان جماله كان ان تحياه حلماً للمستحيل لذّة يقرأها العارف خطاي التي ما عرفت يوماً انّها تحمل شاعرة كان جمال مشيتها بالوجع… الشوق الذي مسّ القلب ببعض الحريق تاه في معنى الطريق أن لا إكراه في العشق… نعم ولكن للغيّ مقام في المعنى حين يرتدي ثوب الضياء على ظلالة المعنى! ليس كلّ ما ذرته الرياح كان هشيماً كثيرة هي الزروع التي وضعتها في الرمال فكان الياسمين يبكي جيرة الريحان أن الماء على سكب الرمال كان يباب كان ذاك عمق السراب أن المعاني الشاهقات العارفات القائمات على المعاني السامقة الأبواب المغلولة على بوابات الحلم المشروع كانت فتنتنا النائمة لعن الله من أيقظها.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!