دراسة نقدية في لوحة ( المُهاجر ) للفنان التشكيلي “عماد المقداد” – بقلم أستاذ اللغة العربية الناقد : عبده الحسين

مهاجر .. راحل .. مفارق ..

قطافه ..أوجاعه .. جراحه ..

أحلامه .. حقوقه ..

تخلص شفافية الألفاظ إلى رحيل مبكر نحو المجهول لولا الحُلُم الذي يسكننا .. ينسل من مستنقع آسن .. لنلمح فورًا رهافة الحرف مع دوائر متمكنة تبعث النشوة والبهجة والانعتاق لكسر حواجز ..

الحدث الكبير ..

” لوحة .. وقصيدة مهاجر ”

خطى عاثرة وارتباك أنفاس ونعي لألم الرحيل / المهاجر ..تقرع دوائر الانعتاق من الجمود

والحفر والعثرات ..

رســـــــام ..

فنان يبحث عن السلام والأمان  .. لايكلّ  .. ولا يمل من العمل ..

يوائم ويطابق بين الكلمة والألوان والدوائر ..

صاحبها يبحث عن أن يكون

مركز الاهتمام الأول ..

لكن أتلمس صفة ” عنيد ” في شكوى ألوانه وشفافية خيوطه وريشته ..

لحيظات .. هنيهة ..

لتتجذر لحظات الفراق والرحيل

وبوح مستتر وظاهر في نصك الثري بالمعاني والدلالات وإحساس

الغربة القاتل .. مع هذا الوجع نجده يعانق الدوائر .. في نص لافت وعابق بحلم فواح

بإحاسيس مغرقة بالألم والأمل ..

والدوائر مفرد دائرة ..

والدائرة مركز لقضايا إنسانية .. والدائرة تشي بأكثر من معنى ..

حيث تسكن الدائرة السماء ..

لننظر إلى قرص الشمس وهالة القمر / البدر وهي حكاية المخيلة والإبداع ..

وتتصل بمفردات الدائرة محيطها وقطرها ونصف قطرها ووترها

ومنها جاءت فكرة الدارة ..

” الدائرة ” الكهربائية ..

وفي العلوم ما يسمى بالدورة الدموية وكذلك كريات الدم الحمراء ..

حتى أني لمحت مرة خصلة شعر فناننا على جبينه .. !

ربما تراءى لي ..

ربما ..

واستخدمت الدائرة محكمة الاستدارة لحصر لوحات أو عبارات أو حِكَم

ضمن دوائر وهمية ..

ولا أبالغ حين أستدعي أشياء الاستخدامات الشخصية كالنظارات والخاتم والساعة ..

والأزرار ..

ولربما اكتشفنا أن الدائرة تعني الإحاطة بالشيء من كل جانب ..

ريشة فنان ..

ألهم لوحته هيامًا وشعرًا وقريضًا ومعاني روحية إنسانية ..

زفرات وشهقات آهاتنا ..

وسأحاول ما استطعت قراءة تلاقح الأفكار  ..

ما بين النص واللوحة :

لتدوين المراجعة والنقد والتحليل بعد أن نصل لمعلومات اللوحة ..

وبأسلوب خاص أطرح أسئلتي :

ماذا أرى ؟ ..

وماذا أعجبني ؟ ..

ماذا تعني رموز ودلالات الألوان ؟ ..

ما فكرة اللوحة ؟

ما الذي يشدني لهذه اللوحة بالذات ؟

ما الأثر الذي تتركه اللوحة في النفس ؟ ..

والحقيقة أن الممارسة المتكررة والحصيلة المعرفية تعدّ أهم وسيلة لإتقان القراءة ..

عندها يستشعر الناقد أن روحه اتسعت

بقدر سعة هذا الجمال ..

لوحة ثراء فني مرصعة بقصيدة رائدة الكلمات واختيار الألفاظ والمعاني ..

” لوحة .. وقصيدة مهاجر ”

فرادة موسيقا الشعر وعمق دلالات ..

الصورة الحسية ..

والتحليل المهني للوحة :

النظر إلى العناصر الأساسية في العمل الفني ..

– فالخط أولاً ..

– ودرجة الإضاءة ثانياً ..

– وثالثا .. تباين الألوان ..

وزوايا الأشكال ..

والألوان ..

التي تعطي وضوحا وقوة وانسجاما وأسلوبا وتمايزا ..

والفراغات الإيجابية ..

وأخيرا ملمس اللوحة ..

واللوحة عمل فني إبداعي لتسليط الضوء على فكرة لتشغل الرأي العام والمشاهد

وإنتاج إنساني مبدع بين النص الشعري وحروفه  ..

واللوحة وحركة ريشة الفنان والقلم أحيانا وتعتبر بحق آلة موسيقية لتأليف لحن أو نغم خالد الذكر ..

وأشير إلى الترابط والتناسق والتكامل بين مكونات العمل الفني ..

ولعل التوازن المذهل جعل الفنان عماد يجيد العزف المنفرد ..

باقتدار ..

حين تسكب ريشته ..

وجع المهاجر وحُلُم العودة الميمونة  ..

إلى الوطن .

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!