رؤية نقدية وإطلالة تحليلية ،لنص أمتى/ للأديبة الشاعرة /خديجة عتمان

بقلم : الشاعر و الناقد /سامى ناصف
********
نظرة الحداثة ،والنقد القصدى لهذا النص
الحداثة والشاعرة
كل الفنون الإنسانية اعتراها مبدأ الحداثة..
العديد منا حينما يسمعون مصطلح الحداثة يستقر فى قرائحهم،
مفهوم السهولة فى اللفظ والبساطة فى التركيب،والجرأة على اللغة،
ولقد أصبحت هذه ثقافة تسيطر على اتكاءاتهم الفكرية لدرجة أنها جعلت الكثير منا اذا سمع لفظة الحداثة،نعت قائلها بالتمرد على التراث بل الكفر به..
فإن الحداثة الحقيقية ،هى الرونق الأبهى لمثقف جمع بين الأصالة والمعاصرة مازجا بين الحالين ليرسم لوحة معبرة عن دور التراث فى وهج الحداثة ،وعوز الحداثة لعبق التراث.
ونحن أمام شاعرة امتلكت خديجة عتمان.. مضمامين الثراث واقتبست منه الألفاظ الطيعة ،والتراكيب السلسة ،والصورة المبهرة…
مع مواكبة الحداثة وتوظيفها بشكل متزن ومتوافق
فالشاعرة نسجت لنا لوحة شعرية مدادها التراث،وروحها المعاصرة ،استدعت رمز العروبة بقولها ..نخلنا تقوست هامته
رمزية سقوط مايسمى بالعز والكرامة .وكذلك الناى ..الذى تخلى عن لحنه الشجى ليؤدى دور الصخب ..ناينا ترنم لرقص الذئاب
حتى إيقاعه تكسر
رمز لسيطرة الهوام والخفافيش سدة الحكم ومنابر الرأى بقولها
تعاركت الثعالب اليراع
تقاتلت لترتقى المنبرا
وأوغلت السفر فى تعرية ستر الأمة باغتصاب القداسة والطهارة برمزية الزيتون
إذا نزعنا غصبا
شجيرات الزيتون والزعتر
والشاعرة /خديجة توغل فى تعرية نمازج ساد وجودها واعتلت سدت الحكم والفتوى يهرفون بما لا يعرفون إذ تقول
صارت الفتوى والضمير
فى بورصة القيم
أسهما تباع وتشترى
الشاعرة والنزعة التراثية
من خلال هذا النص أطلعتنا خديجة على عمق ثقافتها التاريخية التى تستقيها من منابع مختلفة
منها اقتباس المعانى القرآنية
واستخدام المعجم القرآنى
وكذلك معانى الحديث النبوى ومعجمه أيضا
وتنبشت بحرفية بين طيات الحضارة والثقافة العربية
لتستدعى الزمان والمكان والحدث لتحدث إسقاطة على الواقع .ولندلل على ذلك
المعانى القرآنية والمعجم القرآنى
فعم تتساءلون ؟لتكشف عن الحيرة الضالة المضلة التى سيطرة على جل الأمة المنادى عليها
وتوظف لفظة النبأ فى سياقها اللغوى لتكشف عن وهن فى التفكير لتلكم الأمة
وتسدعى ذاكرة أهل الكهف لتبقى بطهرها فى موقعها القرآنى
ثم تسبل عليها نوعا من غضبها على الأمة المنادى عليها التى آثرت الانبطاح
لكنها بوازع دعوى الأمل استدعت رمزية نخلة مريم رضوان الله عليها لتستدعى الحياة وتهز شجر الأمل لينبت العمل
هزوا إليكم بجزع النخوة
تصيبوا عزة ونصرا
ثم تفتش عن راية لترشد الأمة المنادى عليها وتستدعى رمزية استشراف الأحلام وتحليل الرؤيا
وسيدنا يوسف عليه السلام
فتجهزوا فالسنين العجاف بثوب الهمة
أينك يا يايوسف لنقتدى
من سبع يابسات ونعتبر
ننسج ثوب الهمة
ثم أدارت الشاعرة بعدستها الفاحصة فى السنة النبوية لتستدعى معنى حديث من احاديث سيدنا محمد عليه السلام
سبجيء زمان تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها
إلى أخر الحديث
فأنت أيتها الأمة تداعت عليكم الأمم من كل حدب وصوب
ألا تفقهون .قائلة
تداعت الأيادى والأفواه
على قصعتنا اعصارا.
الشاعرة وهمها بالواقع
اتعبتها موائد اللئام من يستترون بالدين ز يا ،وقولا
الذقون للمخادعة المتحدثون بلا علم
إمام العصر ألقى كذبة
وأم الصفوف من ورا
تعاركت الثعالب اليراع
تقاتلت لترتقى المنبرا
الشاعرة والصورة
فرضت التجربة على الشاعرة قلة الصور الشعرية وذلك لأن النص يعج بالرمز والمجاز ..ورصد المكان والزمان .وكشف المستور وتعرية موائد
إلا ان الصور الموجودة ماتعة حق ووضعت فى محلها
ماعلى الشاعرة /
أعجبت الشاعرة بالرنين اللفظى فى نهاية الأسطر على حساب القياس اللغوى
لا تمطرا … لم وضعت الألف هل تخاطبين مثنى مثلا ؟
القياس لا تمطر
فى خيبرا
هو حرف الجر قبلها ماذا يفعل ؟
فى خيبر عليها فتحة بدلا من الكسرة لأنها ممنوعة من الصرف
تكسرا ،،هى تكسر
اغبرا.. اغبر..خبر صار منصوب وعلامة نصبه الفتحة
المنبرا ..المنبر مفعول به منصوب
ونعتبرا .. ونعتبر مرفوعه هى فعل مضارع مجرد من عوامل النصب والجزم
البرا كينا تابعة لفجر فى فى محل جر
اهتمى بالهمزات هناك منها القطع الذى ينطق ويكتب
وهناك منها الوصل الذى ينطق ولا يكتب
ختاما ..
نحن امام شاعرة جذبنى نصها واستحق منى وقتى وجهدى وتحليلى …..
واخذت من النص زوايا قليلة هو يستحق أكثر من هذا التحليل حتى لأشق عليكم
حقا انت شاعرة ..
قدمها لكم /الشاعرالناقد /سامى ناصف ….
…………
وإليكم النص…
أمتي
***
أيا مناديا أمتي…أمتي…
صدقت نبوءة و تبصرا
نخلنا تقوست هامته
صار للانذال معبرا
جنيت كل رطبه
للخفافيش جورا ومنكرا
تداعت الايادي و الأفواه
على قصعتنا اعصارا
ارتقبنا السحب أن تتكاثف
شتتت كي لا تمطرا
حمامتنا طارت
اقتلع ريشها في خيبرا
ناينا ترنم لرقص الذئاب
حتى ايقاعه تكسرا
امام العصر ألقى كذبة
و أم الصفوف من ورا
رمينا جباب العقل والدين
اذ اقنعونا انه صار اغبرا
ايا مناديا امتي امتي
تعاركت الثعالب اليراع
تقاتلت لترتقي المنبرا
قلمت أظافر العز
واعفيت لحية الذل أدهرا
اذ نزعنا غصبا
شجيرات الزيتون والزعترا
صارت الفتاوي والضمير
في بورصة القيم
أسهما تباع وتشترى
مابال هلال العيد
تجهم وتراجع خفارا
أي عيد وبطن ترابنا
نسمع له أنينا وَزَفِيرًا
فعم تتساءلون.. ؟
وعن أي نبا تختلفون ..؟
علنا صبرا وانتظارا
هبوا من سباتكم أهل الكهف
شمروا وشدوا المئزرا
فحنضلة يبكيكم أبا
أرضا تاريخا مزورا
هزوا اليكم بجذع النخوة
تصيبون عزة ونصرا
أينك يايوسف لنقتدي
من سبع يابسات ونعتبرا
ننسج ثوب الهمة
ليصير غذنا بالتاريخ أجدرا
فياارض فجري البراكينا
وياسماء أمطري ثبورا
فمادامت عهد فينا
سيبقى النصر عهدا أكبرا
خديجة عثمان 2018

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!