رحلة الشتاء والصيف سلام ووحدة في قصيدة سكينة شجاع الدين حلم

 

بقلم : علي احمدعبده قاسم

حلم
……………
تمر بذهني
قوافل خيال
فأذكر إيلاف
ورحلة ذاك الشتاء
لشام القصيد

وأذكر هجير
المصيف
ورمل الصحاري
وأبقى أحاول
حينا من الوقت
علي لقلب الزمان
أصيد.
أجر حروف المكان
وأدعوالأماني
لأبعد نقاط التمني
وأبعد رؤى للخيال
فيستقر طيف الحروف
عندعصور الزمان
ونبض المكان
سوق عكاظ
و سط خيام تلك
القبائل
بين مضارب
نجد
وسوق الحجاز.

فأسمع شكوى لليلى
وشكوى حنين
القفار .

فأرمي الحظ فيها
بشروط القبول
ليصبح كلام الهجاء
مديحا
وتسبي حروف الخيال
تلك المجالس
وذاك النسيب !
وفي لحظة التيه
وقبل أن
يستفيق الزمان
وتصحو الحروب
وتسبي الرمال
ذاك الشعور .

أترك رياح السلام
تسافر مضارب قوم
وسيد قبائل تلك البلاد
يرسل عذرا لحرفي
المقفى
وكيف جعلنا
وزن الخليل لحونا
تُكسر ؟!
وصارت هذه
المعاني ظلال! ؟
فنبحث عن قبر عبلة
ننثر عليه عطورا .
ونمتص منه رحيق
الدلال .
وانصت لأنين المجاز
بين الحروف
فواصل صمت لهذا
اللقاء
وهمس يتوق إلى
الانفجار
ففي قرب المجرات
سواقي لنيل
بعض طهور الفرات .
مكتوب عليه استحالة
عبور
ويبقى بلا روح يسعى
ويرحل بعيداً
ليهطل عليه غيث
يبلل حروف
وأطراف روح
القصيد !
وتنمو سنابل
عشق وتزهر مشاتل
تلك الورود .
لتبقى الصحاري
عليها إخضرار الأماني
تنجب نوق الشموس
ركائب نهار
عليها
السلام يسير.

جاء العنوان لفظ مفرد نكرة “حلم”
ليشير لعموم الحلم سواء كان الأمل أو الغاية. التي نركض وراءها لنحقق من خلالها أنوار الروح والمجتمع وإن كان الحلم يعني الشتات ويعني اليأس ويعني الواقع المرير ويعني أوهامنا ورؤانا فإننا من خلال العنوان نراه لفظا مكثفا ومتعدد التأويل وهي جملة اسمية لمحذوف هذا حلم لتدل الجملة. على الثبات في العقل والروح والزمن .فهو حلم الذات وحلم المجتمع وحلم الأمة خاصة والنص متنقل بين الماضي والحاضر .
ليكون خطاب الجملة دالا على صراع مابين الأنا والذات والأنا والحروف والأنا القصيد،والأنا والزمن والمكان والمكان وجاء الجملة الاسمية أسلوب خبري غرضه التمني. فهل العنوان أختزل نسيج النص هذا ماسوف تجيب عليه القراءة
تمر بذهني
قوافل خيال
يبدأ النص بتدويرة كاملة لاينقطع فيها النفس وهي ينتهي لشام القصيد.ويلاحظ في هذا المقطع حسن التقسيم مابين “الذهن. الخيال. القصيد ” و” وايلاف ورحلة شتاء .الشام.”
فالخيال مرتبط بالزمن الماضي ليوظف في الحاضر وهذا استحضار ذكي للتاريخ باستدعاء رحلة الشتاء والصيف وهما رحلتا قريش التجاريتين للشام واليمن وفيه تعالق بالتناص مع السورة الكريمة” لإيلاف قريش إلافهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ”
كان المقطع الأول محاولة بل انثيال لقوافل مترسبة بالذات مرت بالذهن بقوة منطلقة لاستدعاء زمان عميق في الذاكرة العربية فالنص ينقلنا في رحلة ممتعة عبر الزمان والصحاري والمصايف والقيظ بغية الإصطياد.
“وذاك هجير المصيف
ورمل الصحاري
وأبقى أحاول
حينا
لعلي لقلب الزمان
أصيد.”
في المقطع الأول شاهدنا إيلاف والقوافل وفي هذا المقطع نشاهد الهجير والمصيف والصيد ولكنه صيد من نوع آخر إنه صيد القصيد فاحتلف الصيد بالمعنى من الحمار الوحشي والظبي إلى صيد وقنص للزمان والمكان بتوطيف الحادثة بشكل جديد مع الخيال المرتبط بالزمان والمكان العربي وتحولت الرحلة رحلة أمانٍ ومطامح مع الحرف وأحلام مع القصيدة
“أجر الحروف
حروف المكان
إيابا
وأدعو الأماتي
وأبعد رؤى للخيال
لأبعد نقاط التمني
وأبعد رؤى للخيال
فيستقر طيف
الحروف
بنبض الزمان سوق
عكاظ”
تنقلات الرحلة كانت مثيرة ففي انتقال عبر إيلاف بقوافلها إلى شام لما يشكله المكان من محبة في الذات وفي الذاكرة العربية الذاكرة ولما يعتمل في الذاكرة من مخزون لاينتهي ومؤثر وخالد وكان الانتقال للحروف والخيال بوصف مضامينها تحمل الأحلام والأماني وهي قنص للذات التى ترتبط بالأرض والتاريخ وعندما اكتملت. القصيدة كانت العودة لسوق عكاظ بوصفه المهرجان الثقافي العربي وهو الميلاد الأول للقصيدة “فيستقر طيف الحروف ونبض المكان سوق عكاظ” فالمبدع يرغب باعادة خيمة النابغة والخنساء ويتذكر المساجلات العربية في سوق عكاظ باعتباره رمزا للقصيدة وللمبارات الشعرية
“وأسمع شكوى
لليلى
وأشكو
وحنين القفار
وأرمي إلى الحظ
شروط القبول
ويصبح كلام الهحاء ”
بعد الوصول لعكاظ نصبت المبدعة من نفسها الحاكم وهي من تسمع وتشكو ولكنها حاكمة قلوب وحب ” وأسمع شكوى لليلى” ويرمز للعشق والمحبة ورمز لأي امرأة فتحولت الخنساء الى حاكمة عادلة فهي لاتسمع لليلى فقط بل ستسمع من الصحاري والقفار الحنين الحب وللعدل” وأرمي للحظ شروط القبول” ليس هناك أي معيار للقبول فليس هناك أي معيار غيره وهو مارتضاره القلب وليس العرف والعادات وكأن النص يريد أن يحرر المرأة من العربية منوكهنوت العادات من العصور القديمة اليوم والنص يبحث عن المستحيل ويحول المستحيل لحقييقة ويصبح كلام الهجاء مديحا محاولة من مضمون لارساء مبدأ العدالة والمساواة وخلق نوعا من الألفة وسط الظلم
“وقبل أن يستفيق الزمان
وتسبى الحروف
اترك رياح السلام
تسافر مضارب قوم
وسيد تلك البلاد”
وانا تحولت خطاب. النص من الناحية الذاتية إلى الناحية العامة. فليلى هي الأرض العربية والمشتعلة حروبا ولم يتحقق لها السلام والاستقرار وحنين هي رمز للصحراء العربية التي تحن للسلام والاستقرار فلم يكن اختيار رحلة الشتاء والصيف عبثا وانما إشارة لما تربط اليمن والحجاز من علاقات تاريخية متجذرة ولما بربط اليمن بالشام من علاقات رجولية متحذرة فالرسول صلى عليه وسلم يقول:” بارك الله بشامنا ويمننا قالوا ونحن أعادوها ثلاثا قال: منها يطلع قرن الشيطان”
لذلك الوصول لعكاظ دعوة للسلام وإعادة صياغة للعقلية للعربية المحتربة التي ظلمت ليلى المرأة وليلى الأرض

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!