ظــواهر اجتمــاعية فـي قصـائد الشاعرة السورية ميساء دكدوك

هاشم خليل عبدالغني – الأردن

قصائد الشاعرة السورية ميساء دكدوك تركـت أثـراً واسعاً لدى المتلقي فاق كل التوقعات ، بدأت تحـقق لها شهرة واسعة بين الأوساط الثقافية المحلية والعربية ، برؤيتها وموقفها مـن الحياة والكون والأحداث السياسية ، وهي متنوعة الــموضوعات الشعرية مــنها الإنسانــي (الاجتماعي والوجداني ) والقومي والوطني ، ” ميساء دكدوك ” منشغلة في الهموم الوطنية والجرح السوري ، وهذا ما يميّز معظم أغراض الشعر الذي عالجته في شعرها بقوة واقتدار .

قـــرأت كثيرا مــن قـصـائد ” ميساء دكدوك ” المـنشورة فــي الصحـف والمجـلات العربية ،التي تتناول فيها هــموم المجتمع ، وتــطرح قـضايا ومـوضوعات اجــتماعية مـن الواقـع الـحياتي المــعـاش في الــمجتمـعـين الســـــوري والعــربي . ولا أشك أنــها تـعيش الواقــع وتتـــعامل معــه بــروح إنسانـية واعية  متميزة .

ما يسترعي انتباهنا ونحــن نفـحص أعــمال ميساء دكدوك هــو طابعها الاجتماعي الواقعي  الذي يميّز أعمالها الشعرية ، وفي هذا المقال سنلقي الضوء على ظاهرتين اجتماعيتين عالجتهما الشاعرة هما : 1- غرور الرجل الشرقي وخيانته وتفاخره بتعدد العلاقات النسائية. 2- ظاهرة التسول .

في قصيدة (غباء شهريار ) شهريار الملك شخصية في حكاية ” ألف ليلة وليلة ” أصيب بعد أن تعرض لخيانة زوجــته بحالة كره فيها النساء. وأخذ يتزوج النساء الواحدة تــلو الأخـرى ويـقتلـهن فـي صبيحــة دخلــته .ولكن شهرزاد تمكنت بذكائها من تخليصه من هذه المرض اللعين … وشهريار في هذه القصيدة رمز لكل رجل شرقي متعدد العلاقات، ظلم المرأة وتلاعب بعواطفها وسخر من مشاعرها.

عنوان قــصيدة غباء شهرزاد يشير إلى عدم فطنة وذكاء الرجل المتعدد العلاقات  النسائية ، فهذا التعدد مرض ودليل على اضطراب في شخصيته ونفسيته .

تهاجم الشاعرة بشدة الرجل ( النسونجي أو الرجل المتعدد العلاقات) الذي يبحث عن إشباع غرائزه وعندما يشبع غرائزه، يترك الضحية وراءه ليعود ويفتش عــن أخرى تملأ لــه فراغه العاطفي. فـهو غير قــادر عــلى الارتباط  والاكتفاء بامرأة واحدة ، فهو دائم البحث عن ذاته من خلال كل علاقة يقوم بها.

تسخر الشاعرة من شهرزاد ( الرجل الشرقي ) فتخاطبه قائلة ..تتصور وتتوهم بأنك رجل ذكي تاريخك حافل بالمجازفة والبدع والمغامـرات النسائية الفائضة عن حاجتك  وتتباهى وتتفاخر أمـام الناس بأعماــل شانئة منكرة ، ألا تستحي وتضطرب حياء وخجلاً

حين تظهر وتجاهر بفسقك ومعصيتك بالعلن !!، وتتساءل الشاعرة .. أليس هذا دليلاً على عدم فطنتك وذكائك ؟!

تعتقد أنك ذكي و لك ألف من السوابق …
تاريخك بالمغامرات فائض …
وعاء يفور بالحوادث …
تتباهى أمام الناس أنك على ذبح النساء قادر …
لا تخجل أبدا بغبائك تجاهر …!!

تتابع الشاعرة تعرية الرجل المتعدد العلاقات النسائية ، تعترف أيها المتهور بأنــك مجـــازف مغـامر ، وأنك أوقـعت كثيرا من النساء في حبائلك ، قــهرًا وظلمًا دون وجــه حقّ ، متسلحاً بالمـكر والدهاء والمتاجرة بالعواطف والمشاعر النبيلة ، متخفياً وراء المقولة المشهورة (الرجل يظهر الحـب؛ ليحصل عـلى ود الـمرأة، فيمـا هي تتقرب منه لتحصل على الحب ).

تزعم أيها المغــامر المتهور بأنك محـب عاشق ، وفـي الحقيقة أنت غبـي وأمـي مـريض جــاهل في أبجدية الحب والعشق، لا تفقه فيها شيئاً ، فما أنت إلا رجل ناقم حاقد ، رجــل به جــنون وخفة عقــــل ، مصاب بمــرض الـوسواس :(قــلق ناتــج عــن اضطراب نفسي يحـدث للمرء مما يخطر على باله  من شر )  وتتابع الشـــاعرة وصف الرجــل المتعدد العــلاقات  فتصفــه بانفصام الشخصية أيضا : (ذهــان مــن أهم أعراضه انطــواء المريض على نفسه والنكوص والتجوّل الذهنيّ في عالم الخيال والوهم وعدم الاتّساق بين المــــزاج والفــكر ) لهذا أنت رجــل متردد ومضطرب .

تعترف أنك مغامر … 
وأنك اغتصبت من النساء طوابيرا..
من مختلف القبائل .
سلاحك الدهاء،بائع للمشاعر …
تدعي الغرام وفي الحقيقة أنت جاهل وحاقد …
مريض …
مهووس …
مصاب بالوسواس والفصام .
كائن حائر

تواصل الشاعرة تحليل نفسية الرجل متعدد العلاقات وتفند مــزاعمه بإمطــار الفــتاة بالمجــاملات فــي أول مرة يراها بها ، وبالتظـــاهر بأنــه رجــل غــامض ، يخـتلق الأعـذار للإيقاع بضحاياه  واستغلالهن عاطفياً ، بالتودد لهن وذلك بدافع التسلية أو الجنس ،لأن امرأة واحدة لا تكفي هذا الرجل اللعوب .

تؤكد الشاعرة على أن هذا المتهور يستطيع إظهار غروره على أنه ثقة بالنفس ، بزعمه أنه رجـــل مـدرك عــاقــل وبأنــه صائب في رأيـــه ، وكأني بالشاعرة تسأل هذا الجهبذ بسخـرية لاذعة : هل تحمل شهادة تثبت أنك عاقل ؟    !

فبيتك أيها الأحــمق من زجاج كما تقول الشاعرة ، إشارة إلى الحكمة التي تقول : “من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر”. فلماذا تتعدى عــلى غيـرك ، ألا تتوقـع ردة فعلهم ! لماذا لا ترى عيوبك ؟ بينما ترى عــيوب الآخرين ، وتعزف على أوتار الباطل ،  وترشق المحصنات العفيفات باتهامـــات باطلة ، تبث من خلالها سمومك متناسيا أن أوراقك مــكشوفة للجميع ، وبأنك تمارس التدليس والتزييف وتشويـه الحــقائق .. أيها الأحمق عندما يكون(  بيتك من زجاج، فليس من الحكمـة أن ترشق الناس بالحجارة..) .فالتهديد والوعيد لا يصد إلا عن رجل يتصف بالجبن والخسة ….
تدعي أنك عاقل …
تفكيرك صائب …
بيتك من زجاج أيها الغبي الثائر …
تقذف بالتهم الحرائر …
تهدد …
تتوعد النساء إذ يخالفن الأوامر …
تؤلف ما شئت من الروايات كي تسمع
صوت امرأة تقول حاضر …
يا أجبن الجبناء !!!

وتسأل الشاعرة المهووس “متعدد العلاقات النسائية ” سؤالا مباشراً ، مـــا الــذي يدريك أن زوجـتك تاريخها خـالٍ مــن المغامرات ؟ ما الذي يدريك أنها لم تنغمس في اللهو واللعب في الممنوع ؟

من المحتمل أن تكون  زوجتك هي الطابور الخامس الذي يخـونك في عقر بيتك ، حياتها حافلة بالمغامرات و بالمفاجآت . وربما سقطت في الرذيلة دون قصد منها ، وكتمت سـرها .. تدعــــو الله أن يسترها وينجيها من المصائب وأن لا تكشف سرها .

 

تطلب الشاعرة من الرجل المغرور الذي يعيش في أوهـــامه وتخيلاته ، أن يــفكر ملياً ويتبصر ويعيد النظر فــي سلوكــه الشائن،  مرة بعد مرة  للتحقق من الحقيقة .

وتؤكد الشاعرة على حقيقة ملموسة (أن لا خائنة بدون خائن )

فالخائن شخص يتعارض سلوكه  مع قيم المجتمع، ويتسبب في إيذاء الآخرين بالقول أو الفعل. إن هــذه الشخصية تتميز بعــدم الشعور بالذنب وعدم مراعاة شعور الآخرين .

كـما تذكر الشاعرة ميساء دكدوك ( الرجل متعدد العلاقات الذي يتاجر بأعراض الناس ) تذكره بقصة المثل الشهير (على الباغي تدور الدوائر)

يعد هذا المثل من أكثر الأمثال التي قيلت في الظلم والبغي ،فمن يَظلم يُظلم ولو بعد حين .

وقد حذر الله سبحانه وتعالى عباده من هذه الصفة الذميمة والفعل الرديء ، وقد ورد ذلك في العديد من السور كقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ } (يونس:23) ، وفي هذه الآية يرجع الله ضرر الباغي على نفسه ، لكي يعتبر الظالمون.. ومن روائع الشعر العربي نستذكر قول الشاعر :

قضى الله أن البغي يصرع أهله .. وأن على البغي تدور الدوائر

قضى الله أن البغي يصرع أهله .. وأن على البغي تدور الدوائر

ومـن يحتفتـر بئراً ليوقـع غـيره ..سيوقع في البئر الذي هو حافر

ما الذي يدريك أن التي في بيتك تاريخها من المغامرات خال .
قد تكون ضمن طابور خامس …
رصيف حياتها باللقاءات حافل …
قد تكون هوت بلا قصد ،وأخفت سرها …
تدعو الله يا ساتر …
لماذا تعتقد أنك صياد ماهر …
ابحث في الجنائن …
لم يغفل البستاني شجرة بلا تقليم مؤمنا كان أم كافر …
طبع الكائن البشري عجائب …
عجائب …
تأمل ساعة وفكر …
………….

احتمال بسيط أن تكون أول الشاربين من النبع الصافي …
واحتمال أن لا تكون الأخير الذي شرب يا فاجر….!!!
إنه البشري تكوين غريب ، أكوان …
غرائب …
يخضع لألف قانون وتشريع ودوما بمنطق الحياة صائب …
امضغ كلامك واصمت أذكى لك …
إذ لا خائنة بلا خائن ..!!
وتذكر دوما أن …
(على الباغي تدور الدوائر ).

أما في قصيدة ( نشيد أعمى للسامعين ) تشير الشاعرة لظاهرة التسول التي انتشرت في الفترة الأخيرة ، وتعد هــذه الظـاهـرة أحد ابرز أمراضنا الاجتماعية والتي لا يخلو منها أي مـجتمــع وهي منتشرة في بلدان العالم الغنية والفقيرة ، لأسباب عدة من أبرزها ، انتشار البطالة، ضعـــف الرعاية التــي تقدم للمسنين والمحتاجين ، انتشار المــخدرات وإدمانها تجعل المدمن يــقوم بالتسول لتامين ما يحتاجه من المخدر، ضعف الاتكال على الله والإيمان بأن الله موزع الأرزاق ، انتشار الفـقر والجــوع فــي المجتمعات ، وتجــد الإشارة أن كثيراً من العــائلات تتخذ من التسول مهنة تحترفها . فتستغلّ أفرادها خاصة ذوي الإعاقات منهم، لاستجداء عطف الناس وشفقتهم.

لنعـد لقصيدة الشـاعرة ميساء دكدوك ( نشيد اعمـي للسامعين ) التي تبدي فيـها تعاطــفـها وتضـامنها مـع الـمــتسولين وخـاصة الأطفال .. في مطلـع القصـيدة ترسم لنا الشـاعرة صـــورة فنية مكتملة العناصر تجعل المتلقي يتفاعل مع الشاعرة بفــكره وحــواسه ، مــن خلال قــدرة الشاعرة على التعبير عن هذا التـــفاعل بشعــريّة تستند  إلى المجاز، والاستعارة، والتشبيه؛ بهــدف استثـارة إحســـاس المُتلــقِّي واستجــابته ( كــزهور يــابسة ، تتقاذفــهم بلغــة أيـة ريح ، كعصافير تيتمت عــيونها نازفـة ، بــساتين تــربتها مالــحة )

تـظهر الـشاعـرة  الأطفال المـتسـولـين بثـلاثــة صـور مـؤلــمة ومحزنة تثير العطف والشفقة عليهم ، الصورة الأولـى : تشــبه هــزالهم وضعف أجسدهم بأزهار يابسة ما زالت تحتفظ ببعض نضارتها، تتقــاذفـهم أمواج الفـقر والحـاجـة  وعواصف الـدهر ونوائبه على أرصفة الشوارع ، الصورة الثانية : المعاناة واليتم فهم (أطفال) فقدوا رعاية معليهم  فأصبحوا بلا حول ولا قوة ، يعانون مرارة وألم الحصول على لقمة العيش، الصورة الثالثة: الضعف وعدم القدرة على العمل والإنتاج ..كأنهم ارض مالحة تروى بمياه ملوثة ..

كزهور يابسة على الأرصفة ..
تتقاذفهم أية ريح عاصفة.
كعصافير تيتمت من جوع الشتاء
فأمست بلا ريش …

بلا لحن …
عيونها نازفة .
بساتين تربتها مالحة …

ناشفة .
لا تصلح لزراعة الشعير أو الحشيش….!
شربت مياها آسنة .

إن لهذه الأيدي الممدودة حديثاً وخطاباً يتضمن مـجموعة مــن الألفاظ يعبر بها المتسول عما بداخله من عوز وحاجة ، إنــها كلام جامع قلت ألفاظه وكثرت معانيه .. هذه الأيــدي تـحـدث جلبة وضجة وتصيح بآذان المارة لله يا محسنين ، يا أصحاب الأيادي البيضاء… ساعدونا بما تجود به أنفسكم .

إن كلام هذه الأيدي التي تقول لله يا محسنين ، أنهار من الدموع والمعاناة تهطل من المقل فتحرق الوجوه ، إنهـــا دمـاء نازفة من الركب العارية المتعبة  … إنها بكاء شديد ناتـج عــن انفعال وتشنج ، وعويل وصراخ ، إنها صوت التوجـــع والتأوه ألماً .
كلام الأيدي الممدودة وحده هو الصاخب للمارين…
تضج بآذان السامعين ..
لله يا محسنين.
حبة فاكهة أو كسرة من رغيف ..
أنهار دموع تحرق الوجوه …
دماء تنزف من الركب العارية ..
نحيب ..
صياح …
أنين …..

أمام فقرهم تقف الكلمات التائهة عاجزة عن التعبير عن جوعهم وشقائهم وبؤسهم ، والقلم جموح يرفض الانقياد للـتعبير لشــدة وعمق مأساتهم  ، وأمام بؤسهم أطأطأ رأسي بضراعة وخشوع وعدم رضا واستياء .
أمامهم تقف الكلمات عاجزة …
والقلم حرون لا يصهل …
شد لجامه من مرآة عاكسة !!
أمام بؤسهم تنحني هامتي في ضراعة جسدية عابسة ..

 

وتتساءل الشاعرة من المسؤول عن حالة هؤلاء الأطفال المتسولين ؟ هل هو إهمال الأهل ؟ أم حظهم العاثر البـائس !  تنتقل الشاعرة لمخاطبة أصحــاب القلوب الرحيـمة من إتباع الديانات الثلاثة الى جانب ولاة الأمر, أنتم ساهون ومتناسين معاناة هؤلاء البائسين عن سبق إصرار وترصد .

لا أعلم من المذنب ..

إهمال أهل …
أم قسوة الأيام والحظوظ التعيسة الوارفة .!!؟
أم رصيف حوى شبه أموات …
من خيالاتها خائفة …
يا أتباع موسى..
يا أتباع عيسى…
يا أتباع أحمد وكل وصي …
يا غافلين عمدا …

إذا كان للصَّلاةَ ميعادٌ مُحدَّد لابُدَّ من إقامتها فيه تقربا لله تعالى ، أليس من أبواب التقرب لله ، مساعدة البائس الفقير المعوز الذي لا عمل له ؟! أليس مـن الظلم غــض البـصر عن معاناة هؤلاء ! بـــدل الخـطابــات المنمـقة (مــن فـوق المنابر  ) التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
إذا كانت الصلاة كتابا موقوتا على
المؤمنين .
بحق الإنسانية ومبدأ كل دين …
أليس من الظلم هذه القسوة على البائسين ،المتسولين .!؟
أليس من الظلم غض البصر عن المحرومين.!؟
تعتلون الشرفات …

تعتلون المنابر تدعون لتلاوة آيات الله المحكمات (ذات الدلالة الواضحة على المراد المطلوب )، وتدعون للخير وتنهون عن الفحشاء والمنكر ، وتــدعون لأداء الــصلاة في أوقــاتها لكـننا نتساءل (ما قيمة الكــلمة عندما تـبـاع في سـوق لا يُـــراع فيها حـرمتها بمبدإ أو ضـمير؟ ) ولكنكم تقولون مــــا لا تـفعلون .. وتعيشون حياة الرفاهية المظهرية بكل أبعادها ، تلبسون افخر الملابس وتنامون على أفخم أسرة الريش والنعام . .. بالمقابل يعيش أطفال الشوارع ، حياة بؤس وشقاء ، أمالهم  وأحلامهم مستحيلة التحقق تمزقها سطوة الحـياة وجــبروتها ، ويــسرقها المتنفذون وأصحاب السطوة من حيتان المال ودلافينه .

أطفال الظل ضحايا الظروف الاجتماعية والقوانين ، سواءً أكانت أسرية أو مجتمعية ، لم تسلط الأضــواء عــلى ظـروفهم ولم يتم وضع حـــلول لمعالجة فــقرهم وانتشالهم مــن الضـياع والتشرد ، لماذا يتم  إهمالهم والتقصير والتقاعس عن إعدادهم وتأهيلهم ليكونوا عنصر منتجاَ في المجتمع ؟ فالتسول أصـــبح شبحاً مخيفاً يهدد أمن شريحة لا بأس بها من أبناء المجتمع … (الفقر هو القهر الفقر هو استخدام الفقر لإذلال الـــروح، الفــقر هو استغلال الفقر لقتل الحب وزرع البغضاء ).

تدعون تلاوة المحكمات .
والمحافظة على توقيت الصلاة ..
تتجاهلون المناداة …
تلبسون الحرير والديباج. …
تنامون على أرائك قطن وريش …
وهم يتوسدون حجارة وطين …
الحلم في عيونهم مستحيل …
تمزقه الأمواج …
وتسرقه الحيتان والدلافين …

في الظل يسكنون كاللينة على جذع النخيل .!!!
يا إخوتي في الله …
هل رأيتم نبتة تثمر في الظل مهما
تعاقبت عليها الأيام والأسابيع!!؟؟

خلاصة القول الشاعرة ميساء دكدوك تألقت كعادتها دائما في قـصيدتي (غبـاء شهريار- نشيد اعمي للسامعين ) فــهي شاعرة تمتلك أدواتها وتعـزف جيداً علـى المعنى الذي يتمـاهى مع الشكل.            ميساء دكدوك شاهدة عــلى عـصرها ، بارعة فــي كشف وتصوير تفــاصيل حياتية  واقعية ، وهذا دليل على وجود روح وعنصر التشويق والجاذبية في قصائدها الإنسانية ،إنها شعلة متوهجة في عالم قصيدة النثر .

تتسم قصائدها بالمعاني والأفكار والصور الفنية البسيطة والعذبة الرقيقة ولكنها عميقة في معانيها . تحية تقدير واحترام للشاعرة الإنسانة  البسيطة و المتواضعة في حياتها ” ميساء دكدوك “.

 

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!