قراءة في قصيدة(جهة خامسة) للشاعرة بسمة مرواني بقلم الناقد نورالدين المباركي

النص

*****

جهة خامسة هو العنوان

تحتدم الرؤى ،ينحني الضوء

و تنسل في الروح  قيود العتمة

،فأداعب الحروف

موقدة ، صاخبة

وضاجة بيقينٍ هائجٍ

هذا العمر صار غابة..

أرقص،

وأخبط على صدري  :هذا الله كبير !

فيسيح ايماني

في مطلق الكلمات،

وتفوح  رائحتي

تينع  أطراف أصابعي،

وتحملق من بين عكفاتها حدقتاي

فيحضر  سؤالي

وسؤالي بَحرٌ مُستلقٍ،

وفي عينيهِ غَيم

يُطالِعُ الله مِن شقِّ قَلبي!

و قلبي  يحاكي الجهة الخامسة

بلحون موسيقى

تضيء بعود الروح

قداسة المعنى السماوي

القراءة
********************
تقف الشاعرة على عتبة السؤال والتساؤلات … لتجيب بما اثمر خوضها اسرار واغوار الجهة الخامسة فسلكت المسلكين السالكبن اليها : القلب والعقل معا..محبة وقيما و ملاجظة عقلية وَتدبرا وَ تاملا واستنتاجا ..فبعد ان سعت الى  خوض غمار هذه التجربة العصية عن فهم العامة  لتفقه جوهر الكون متحررة من مادبة الجهات الاربع ( مكان وزمان) و اسقاطاتها وقيودها …حضرت  التجربة العلمية بنزعة صوفية لترد على رؤى كثيرة متداخلة ومتنافرة في الان نفسه وَ  محتدمة  جعلتها -هذه الرؤى-  كانها جسم  له من الكثافة الجسمية المكينة فدللت على الحالة ورمزت  بانكسار  الضوء عليها…فالضوء لا ينحنى الا عند ملامسته لجسم كثبف…فيترك ظلالا خلفه او عتمة..ابن تقف الشاعرة متاملة متدبرة…لتخرج من فراع الجهة الاربع وعتمتهاوعبثها.وموازين القوى فبها( غابة)  ..لتقطف ثمار الحفيقة والمعرفة  والحكمة المحجوبة بغيوم  المادية فاطلقت عنان القلب والعقل…لتقول في السؤال  هو مجال  حركة وحياة وتجدد  واقلاع  عن  الرتابة والسطحية والعبث وادمان العادة وقيودها…لتنتهي الى  جو موسيفي هادىء يغمر النفس والروح وبلقي عليهما فبوضات ايمانية صوفية..

النص خارج اامالوف شكلا متمردا على شروط القافية والاوزان ..الخ ومضمونا من حيث الانعتاق من كلكل الجهات الاربع لتسمح للقلب و العقل معا ان يسبحا في اسرار الجهة الخامسة بنشدان المحبة والفيم  والتفكير اامؤسس…

.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!