ما لا يقال/ بقلم:بقلم د. آمال صالح

تجرفني الأسماء لأماكن نسيتها… أو تناسيتها حتى أقبع في ذلك المساء المتعب من الحنين…

أردت أن أجهض الأحداث الميتة التي لا تريد أن تقال… لكني تركت الوقت يقتلها…

قررت أن يكون الوقت سلاحي قبل أن يكون عدوي… قررت أن أحزم أمتعتي من الأيام الماضية… أعطيها ما بقي من الأحاسيس…

هل تعرفون كيف تأتي هذه الأحاسيس من بين مغارات في عالم بليد لا يفقه أسرار الكون حوله…كيف تنمو زهرة من بين الصخور… أو كيف يكون للماء مدينة وللأشجار معنى القصور…؟؟!!!

كيف للظلال أن تخرج من كبرياء الشمس وتعيد للزمن الحياة…؟؟!

تجرفني الأسماء في ذلك المساء المتعب إلى نسيان النسيان… وبدء العد للذاكرة الخضراء… تلك التي لامستها يوما في حضن العتاب… ثم علمتها كيف تكون سيدة نفسها… تخلق مرافىء للحلم… ومدن مزدحمة بخطوات الفرح…

تلك الجمل المستعصية على الفهم… صاحبتها… أعرف أنها كانت  متواطئة مع الوقت… حين كان يتأرجح الحرف بين الشك واليقين… كنت لا أعرف كيف أتلوه لبقايا اليوم… كيف أعلن لغتي المداراة بإبهام وتراقص…

ثم بفعل ذلك الحرف المتأرجح أصبح غريبة…

هناك مواطن فينا تكبر في رقعة صغيرة تشبه حروفا خرجت للتو من الفعل المضارع…وهناك أحلام ترادفت مع جراح نادمة عن أرق مباغت في عز الظنون بالفرح !!!

هناك في ذلك الحرف المتأرجح مواجع الزمن المثقل بدوامة الإحساس باعتلاء لا حد له…. يكتب لغة تجوب الروح… لغة تشبه المدى المنعكس في عمق اللاشيء…

متى يتنازل هذا العالم عن غروره… ويترك لكل حق النسيان،

في لغة كل منا وفي تقلباتها نحن من نكون…

فليعرفوا أن لغة الإحساس هي تلك الكلمات المتعثرة… أو تلك المحبوسة في الأسماء المنفية عن الواقع…

ليس كل ما يقال يعبر عنا…كل ما يقال يبقى دوما هو هاجس

الأنا الذي يسمو إلى اتساع ومشاعر تود أن نفهمها حتى تكون…!!!

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!