أعطونا هرّاجًا كعفاش / بقلم : موفق السلمي (اليمن)

نحن اليمانيين نعشق الهرج والمرج في الحديث كثيرا، وذاك حين نجتمع في مجالس القات ، ولا لذة لمقايلنا وأسمارنا إلا بالاثنين القات والهرج معا   ، و لا يكاد يُرى مجلس قات في اليمن من دون صخب وهرج ، وتبعا لذلك صرنا نعشق الهرّاجين ونجلهم ، وقد فطن لرغباتنا الزعيم الهالك علي عبد الله صالح ، فكان يلقي خطاباته باللهجة الصنعانيّة ارتجالا ، وكان يدغدغ فينا كل حواسنا ومشاعرنا ، ومع أننا كنا ندرك بأن زعيمنا آنذاك كان يكذب فوق الخيال إلا أننا كنا نحبه ونطمئن إلى حديثه.

ومن هرج عفاش تحرير المسجد الأقصى وسخريته من دولة الصهاينة وتحقيرها ، ومن هرجه إيضا توليد الكهرباء بالطاقة النووية ، وغير ذلك ألاف المشاريع واللاتي كان يضع أحجار الأساس لها النائب هادي.

ولم يكن عفاش هرّاجا في حديثه فحسب ، بل كان يقتل ويظلم ويفعل ما يحلو له ، وحتى بعد رحيله من السلطة لم يترك الهرج ، وظل يتفقد أنصاره ويتخللهم بهرج بين آن وآخر .

ومن بعده أتى صاحب الفخامة عبد ربه منصور هادي ، والذي ما زال إلى اليوم لا يحكمنا ، أضف إلى ذلك أنه تركنا نموج فيما ألم بنا من كوارث ، وهاجر إلى ملكه سلمان في الرياض ، وكان ذلك تحقيقا لنبوة أبي ، وقد رآه على شاشة التلفاز ساعة تأديته القسم ، فضحك أبي الذي لا يفقه في السياسية شيئا ، وقال ساخرا : :  ” والله أن صورة هادي كصورة المجنون محمد إبراهيم الطمير ، والذي جاء قريتنا ذات يوم ، وأمّ بنا صلاة الظهر ونحن لا نعلم بجنونه ، وتركنا ساجدين وولى “.

يا لعظمتك يا أبي ، إن هادي تركنا ، ودون حتى أن يسأل عنا ، أو يدافع عن نفسه ، واليوم يسبونه على تويتر وعلى مرأى ومسمع ، وهو غاطا في نوم عميق..

اليمن يريد هرّاجا كعفاش وليس من نسله ولا من حزبه ، ولا شاكلته ، نريد هرّاجا من فصيل آخر ، أما هادي فلا ، وهو غير قادر على نطق ثلاث كلمات متوالية صحيحة ، هذا إن نطق ، لكننا لا نعلم أحيّ هو أم ميت؟  أحر أم أسير ؟ وعلى كلٍ فإننا نهبه لسلمان وابنه إن أعطونا زعيما غيره بشرط أن يكون هرّاجا كالمجرم عفاش.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!