اصنع ببليوجرافيتك و أقم قواعد بياناتك

• أنت باحث في بداية حياتك البحثية.
• أنت باحث بدأت رحلتك العلمية منذ سنوات.
• أنت باحث خبير.
  في كل الأحوال أنت تتعامل مع المعلومات طوال الوقت، منطقيا هناك مساحة من التراكم المعرفي (على الأقل فيما يخص المراجع والمصادر وفيما يخص مناطق الازدحام في البحث) ، ولكن من غير المنطقي ألا تعتمد على التدوين لأنك ببساطة أنت في حاجة إلى عدم الثقة في الذاكرة.
  مشكلة الباحث العربي الاستنامة للذاكرة، يعتقد دائما إنه سيتذكر أو أن من علامات الجودة حفظ عناوين الكتب والمراجع، وهي نظرية غير صحيحة أو على الأقل غير دقيقة.
  طوال الوقت ستمر عليك عناوين كتب ومراجع وأبحاث وسترد على ذهنك أفكار ، ومن المبادئ الأساسية في البحث العلمي : كلما شغلت نفسك بالبحث وأدواته ومنهجيته فالأفكار تتوارد إليك وتتدفق باستمرار ، والذين لا يجدون أفكار للبحث هم الكسالى الذين ينتجون بحثا كل سنة أو أكثر وبقية الوقت هم في حالة من الفراغ العلمي والكسل المعرفي تدخلهم في نفق الخمول لا محالة.
  خروجا من هذه الحالة يلزم الباحث أن يعتمد بعض الإجراءات البسيطة التي لا تكلفه شيئا شريطة أن تكون واحدة من عاداته الإجرائية في البحث العلمي:
  1- اعتمد التدوين طوال الوقت موسعا آفاقك المعرفية بتسجيل كل ما هو متوقع نسيانه ( تعامل مع الأمر وفق قاعدة الذاكرة المثقوبة : كل المعلومات قابلة للنسيان).
  2- سجل ملاحظاتك وأفكارك مهما بدت غير واضحة وغير مواتية لحظة التسجيل ، بعض الأفكار كالبشر تولد صغيرة وتحتاج وقتا للنمو والنضج.
  3- اصنع قواعد بياناتك وببليوجرافياتك الخاصة: في كمبيوترك الشخصي اجمع المراجع الالكترونية (PDF) في فولدرات حسب التخصص والموضوعات (فولدر خاص بالنقد مثلا، وآخر خاص بالشعر، وآخر خاص بالسيميائية مثلا وهكذا)، أحيانا لا نتذكر عنوان كتاب معين في مجال ما ولكن يمكننا أن نتذكر مجالا معينا أو قطاعا رئيسيا في العلم، مع مرور الوقت تتزاحم الملفات في جهاز الكمبيوتر مما يصبح معه استحالة التوصل لملف ما لا نتذكر عنوانه ( في مرحلة الماجستير في منتصف التسعينيات – قبل ظهور قواعد البيانات الالكترونية- كنا نطوف على المكتبات العامة نسجل المراجع الخاصة بنا حتى إذا ما احتجنا أحدها نعرف مكان وجوده بسهولة ).
  4- حوِّل سيرتك الذاتية إلى قاعدة بيانات خاصة بك تعود إليها عند الحاجة: مثلا عند تسجيل بيانات المؤتمرات والندوات التي شاركت فيها احرص على تسجيل عنوان بحثك – عنوان المؤتمر – مكان انعقاده – تاريخه، وكذا عناوين المحاضرات ، الرسائل التي أشرفت عليها ، والأبحاث التي حكمتها أو الذين قمت بالمشاركة في ترقيتهم ، ستقدم خدمة عظمى للباحثين حين تسجل هذه الأبحاث : عناوينها وأماكن نشرها ، أولا :ستعطي سيرتك الذاتية مصداقية وموثوقية، وثانيا: ستحولها إلى قاعدة بيانات يهتدي بها الباحثون (يحدث كثيرا أن يقرأ أحدهم سيرتي الذاتية فيجد بحثا يعد مرجعا في موضوع يشتغل فيه أو ينوي الاشتغال فيه مما يسهل عليه التوصل للبحث).

 

القاهرة. مصر