آفاق حرة للثقافة صحيفة ثقافية اجتماعية الكترونية
تفيض القصيدة النثرية في هذا الكتاب بدفقة مشاعر انسانية راقية مختزلة افكار ومضامين متنوعة تعالج وتتطرق الى كثير من الأحداث والقضايا النفسية والتأملية والحياتية والوطنية حيث تكون المرأة بكل جوارحها وعواطفها الصادقة باخراج وتنظيم جميل جدا .
اقتناص الأفكار الجديدة واللغة الناضجة القوية بالإضافة للموسيقى الداخلية والوحدة العضوية والموضعية يعطي كاتب القصيدة النثرية قوة في التعبير وايجاد مساحة الكافية ليجعل القارئ اكثر اندماجا وانصهارا مع النص فتعلو المساحة التخيلية والتأملية عنده ويتعامل مع النص بنظرة عليا في حركة الأحداث وتأويلها او اسقاطها على واقعه وشعوره فيصبح النص كاملا متكاملا مشوقا للمتابعة وذو دلائل ورسائل انسانية .
(( أيها الحلم ارقد ، في مقبرة الوجع
في ارض وعرة متخدرة بالعتمة
جذع يبتر كل حين ، ويعود لينبت من جديد
بقلب يصارع الصخر . ))
الصور الفنية الجديدة والمدهشة بالإضافة الى رشاقة النص وعدم التكرار والحشو بالإضافة الى المفارقات والبديع والأساليب الفنية والتقنية في كتابة النص هي من تجعل للكاتب ما يميزه ويميز عمله الإبداعي فكانت عوجان حريصة في فيض وجدانها ان تكون هي ان تكون انثى الحرية والتغيير انثى الجرأة والأمل لغد مشرق وحلم معلق على بساط الخوف ينشد السلام والآمان والأمل.
لم تبتعد عوجان في نثرها في فيض وجدان عن محورها الأول المتعلق بكتابة الخاطرة فهي تخلق المساحة لحرفها ان يفيض بكل احاسيسها كمرأة متجسدة للنقيض في متعلقاتنا الحياتية والنفسية والتي عالجتها في عناوينها المتعددة مبحرة في عمق الذات ومتنقلة بالمفردة والجملة الأدبية بتميز ، جعل من مادتها لوحات فنية زاهية الألوان عميقة الدلالة .
((وأهمس للسطور:
لِم الصمت ما دام ظلّى يرافقها
وصورتي بالحروف ترتسم؟
يعبث الوجد في قلبي …
رتبَّت فرحتي لألقاك…
وخطاي نحوك كلمات …
تعال لنقطف اللحظة
ونسرج خيول الحياة
وننصت للهواء.. لثرثرة أوراق الشجر
ونشعل فوانيس الفرح
ونحكي ما كان في الغياب
عن برد تلحفناه
فاشتعل الجنون برقا
شق صدر الغيم انتشاء))
