الثورات الثقافية فقط تغير وجه العالم / بقلم : الشاعرة المصرية فابيولا بدوي

شهدت وسائل الإعلام الفرنسية على مدى شهر تقريباً احتفاليات تحليلية لمرور خمسين عاماً على ثورة طلابها الشهيرة في مايو 1968. وهي ثورة مختلف عليها دائماً، بسبب ارتفاع سقف مطالبها السياسية تدريجياً، وهو ما مكن تيارات أخرى من إخمادها.
إلا أنها على المستوى الثقافي والفلسفي ستظل الثورة التي امتدت آثارها إلى العالم كله، فقد كانت، بعيداً عن أخطائها السياسية، ثورة للمساواة بين الجنسين، وبداية نقلة العالم إلى ما بعد الحداثة، وتجديد الأنماط الفلسفية، بل يعدها البعض البداية الحقيقية لفن الجرافيك، فقد كانت المرة الأولى التي يرسم ويكتب فيها المحتجون على مساحات كبيرة مفصلة ولافتة على جدران الجامعات، وليس مجرد شعار هنا وآخر هناك كما كان يحدث في بلدان العالم كافة.
ومن المؤكد أن ما أكسبها ثراءها انضمام جان بول سارتر وسيمون دوبوفوار وألبير كامو في مقدمة صفوف الطلاب.
1968 درس نستلهم منه أن هبات الشعوب العشوائية لحظات لا نجني إلا سلبياتها، أما التحركات المرتكزة على عمق ثقافي وفكري وحضاري فهي فقط الباقية والقادرة على تطوير العالم.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!