العالم يغرق في بئر الشعبوية الإسلامية والغربية/ بقلم : الشاعرة المصرية فايولا بدوي

 

 

يبدو أن المشهد الإيطالي اليوم مزعج للغاية لدول أوروبا الكبرى، خصوصاً بعد فوز تحالف طرفي اليمين المتطرف في إيطاليا وتشكيل الحكومة الجديدة.
فالأمر يتخطى الأمن والسياحة والاقتصاد والهجرة والوحدة الأوروبية، إلى الخوف العميق من تغيير الثقافة وقيم التعايش والتسامح، والمرتكزات الأوروبية الحضارية كافة التي هي الوجه المميز لها.
إن الثقافة القومية الشعبوية التي تغزو أوروبا اليوم صورة مجسمة لما بعد العولمة، لتغرق شعوب العالم في بئر التطرف عبر الثقافة الشعبوية الإسلامية أو الغربية، وكلاهما لا ينهض إلا بنفي الآخرين، والتمحور حول ثقافته وأفكاره.
أوروبا مطالبة لوقف هذا المد الشعبوي بإعادة النظر في القضايا الحياتية الجوهرية بها، مثل الهجرة والاقتصاد الليبرالي والوحدة الأوروبية، إلى جانب يقينها بأن تمسكها بتراثها وحضارتها وأفكارها التنويرية ولغتها، وجميعها سبل تمثل طوق النجاة لها.
ونحن في المقابل علينا تحقيق نهضة ثقافية كبرى وسريعة على جميع الصعد، والعمل بجدية على تنقية تراثنا وخطابنا الديني، وترسيخ ثقافة تعايش لا تقبل القسمة إلا على نفسها مهما كانت الأحداث متسارعة من حولها.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!