الكوارث الطبيعية نقِمة أم نِعمة؟/ بقلم :ليلى الحيمي( اليمن )

 

البعض منا يتساءل ما الذي يحدث خلال هذه الفترة؟ ويستغرب ما الذي يجري لهذا الكون؟ هل الله غضب منا لهذه الدرجة؟ أم أنه رحمةٌ وتحذيرٌ من الله للرجوع إليه؟

والكثير الكثير من التساؤلات….؟
إلا أن الأجابة سأختصرها بقوله تعالى”ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليُذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ”

أننا في زمن بات فيه المؤمن يخاف على دينه بشكل كبيراً جداً وقد تكالبت عليه المحن من كل الجوانب سواء من بلده الأم أو من الطرف الخارجي الغربي حيث نشهد خلال الآوانة الأخيرة حروب متمركزة وبشكل أساسي على معتنقي الدين الأسلامي ومعتقداته من لباس وحشمة وغير ذلك..

بل أن كثرة التبرج والتحول والمسخ والمخدرات والخمر والقتل والحروب بين الدول وغيرها من الأمور التي يعجز اللسان نفسه عن وصفها قد ازدادت بشكل هستيري، بل أن العقل ذاته لا يعرف هل هذا ما يجري حقيقة أم خيال؟

ولكن يبقى السؤال الأهم:أننا نشهد هذه الفترة الأخيرة زلازل وبراكين وفيضانات وأعاصير، والبعض منهم يقول: بأنها من صنع البشر وأختراعاته لأجل بقاء المليار الذهبي وغير ذلك من الأقوال، والبعض الآخر يقول بأنها من صنع الله…

ولكن قبل أن أجيبكم على هذا السؤال؟ سأوجه لكم سؤال حقيقي هل الأنسان يستطيع أن يخلق بعوضة
ستقول لي: نعم يستطيع، ولكن سأرد بالعقل والفطرة السليمة قبل اللجوء لكتاب الله رغم أن كتاب الله أبلغ في الأجابة مني ألا أن قولي هو: أن البعوضة التي سيصنعها البشر لن تكون بالمستوى الذي سيخلقه الله حيث أن هذه البعوضة التي سيصنعها البشر أقل خلل هو قد تنفذ بطارية شحنها، أو قد تكون مبرمجة فقط على الشر ونشر الأوبئة، أو قد تحمل قنبلة نووية موقوته تميت الملايين وتدمر البلد بأكملها ولا تبقي منها أي شيء كما حدث في اليابان بقنبلة هروشيما وأحدثت مجاعة وكوراث لا يصدقها عقل أو بشر وبالرغم من أن الله قادر على أن يصنع ذلك وبشكل أكبر إلأ أنه رحيم بنا حتى في كوارثه فيصيب جزء منها وليس بأكملها علنّا نرجع إليه ليس كالبشر القاسية قلوبهم عندما تُعمى بصيرة قلوبهم من الرحمة فيدمرون كل شيء بلا رحمة أو شفقة، أو قد تكون تلك البعوضة مجنونة بشكل هستيري لدرجة تسمع ونينها في كل مكان دون انقطاع.

صدقنّي لابد من خلل فيها وأكبر مثال على ذلك؛ الربورت الآلي الذي يصنعه الأنسان والمشاكل الكثيرة المتعلقة به؛ فلا داعي لأن تنكر تلك الحقيقة مهما حاولت تبريرها بشتى الوسائل وإذ كان عالم الجن الذين يملكون خوراق أكبر من عالم البشر وقدراتهم البسيطة فالجن أعترفت بأن علمها قاصر أمام علم الله وقدرته وقالت تلك الحقيقة بقوله تعالى” فلما خرّا تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين”

الإنسان وعلمه سيظل قاصراً مهما بلغ من العلم ذروته، سيظل علمه نقطة في بحر، وكأنه لا يعلم شيء أمام علم الله عزوجل وقدرته، ومهما حاول الأنسان أن يتنبأ ويحاول جاهداً لأن يكون متنبأ للأحداث، سيظل علمه لا شيء وقد تكون كل توقعاته وهماً في خيال.

أن الأنسان لا ولن يستطيع أن يخلقُ ذباباً ويكفينا قوله تعالى” يأيها الناس ضُرب مثلاً فاستمعوا له أن الذين تدعون من دون الله لن يخُلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وأن يُسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب”

وعندما ضرب الله المثل بالذباب الصغير الذي لا حول له ولا قوة فقط ليُرينا حكمته في ذلك أن البشر عاجزون وقاصرون مهما بلغوا من العلم ذروته.

فيكفينا هراء بقولنا أن هذه الكوارث الطبيعية من صنع البشر.

بل أنها من صنع الخالق وقدرته العظيم لعّلنا نرجع إليه ونتوب وليخّفف عنا وزرنا قبل لقائه.

قفوا مع أنفسكم قبل الرحيل، ونسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية من كل شر، وأن نلقى ربنا على رضاه ومغفرته ورحمته يارب العالمين.

وأختم قولي بقوله تعالى حيث أنه كلامه عزوجل أبلغ من كل بليغ وفصيح:

“أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزُلزلُوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا أن نصرَ قريب” صدق الله العظيم.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!