«المنظمة الحلم» تستعيد مكانتها بخطة راسخة / بقلم : الشاعرة المصرية فابيولا بدوي

بعد سنوات من الأزمات المتتالية بدأت منظمة اليونسكو في باريس تستعيد عافيتها ومكانتها، محققة أول نجاح ملموس ومؤثر لأودري أزولاي رئيسها التنفيذي الجديد.
بطبيعة الحال لا يخلو حماسنا لهذا الاستيقاظ من التحيز لارتباطه بتبني المنظمة في تصويت بالإجماع النصوص المتعلقة بالحفاظ على المدينة القديمة وجدران القدس والخليل، غير أن هذا الحماس ينسحب أيضاً على منظمة لها مكانة وخصوصية في كل ما يتعلق بالتعليم والثقافة والعلوم.
فالأهداف الثلاثة لليونسكو هي تحديداً الرموز الجوهرية للرقي والتسامح والنهضة في بلدان العالم، فهي المنظمة التي ولدت من حلم متعدد الأطراف في فترة ما بعد الحرب، بهدف تكوين رؤية أكثر إنسانية للعالم.
لهذا كان الانقسام بين الأعضاء مثيراً للتوتر العام لما يعكسه من تراجع في دور المنظمة، خصوصاً بعد التهديدات المتتالية من دول أعضاء رئيسيين بالامتناع عن سداد مساهماتهم المالية، ثم بالانسحاب النهائي.
اليوم يشع في المنظمة نهج جديد يبشر بعقلية متوازنة وطاقة خلاقة تمكنت من قلب الموازين من رفض إلى إجماع حول النصوص نفسها، ما سيمكنها من النهوض بقوة في أقصر وقت.